
في تطور لافت ضمن التحركات الدبلوماسية المتعلقة بملف الصحراء، استضافت العاصمة الفرنسية باريس، خلال الأسبوع الجاري، اجتماعاً مغلقاً جمع مسؤولين رفيعي المستوى من المغرب والولايات المتحدة وفرنسا. وخصص اللقاء لتبادل الرؤى حول سبل بلورة خارطة طريق مشتركة بشأن النزاع، استعداداً للاستحقاقات المقبلة المرتبطة بمداولات مجلس الأمن الدولي.
وحسب مصادر متطابقة، فقد شارك في الاجتماع مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشؤون الإفريقية، الذي قام قبل ذلك بزيارة إلى الجزائر، التقى خلالها بالرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، وذلك في إطار جولة إقليمية من المنتظر أن تشمل أيضاً المملكة المغربية.
ويأتي انعقاد هذا اللقاء الثلاثي قبل أقل من ثلاثة أشهر على انعقاد الجلسات السنوية لمجلس الأمن بشأن النزاع، المرتقبة في أكتوبر المقبل، والتي تكتسي طابعاً مفصلياً في تقييم المسار السياسي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، في ظل استمرار الجمود الدبلوماسي وصعوبة التقدم في الجهود التي يقودها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا.
وفي سياق متصل، جدد السفير الأمريكي المعين لدى الرباط، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، التأكيد على ثبات موقف بلاده إزاء هذا الملف، معتبراً أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الصادر سنة 2020، لا يزال يشكل مرجعية رئيسية. كما أبرز أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تظل الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية.
ويحمل توقيت الاجتماع في باريس دلالة رمزية، لكونه تزامن مع الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، حيث شدد فيه على التزام المملكة بالمسار السياسي الأممي، واستعدادها للتوصل إلى حل سياسي نهائي يقوم على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، ويكرّس السيادة المغربية ويصون كرامة جميع الأطراف.
كما وجّه جلالة الملك في الخطاب ذاته دعوة صريحة إلى القيادة الجزائرية لفتح حوار جاد ومسؤول، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية، وبناء علاقات طبيعية قائمة على روابط الأخوة والتاريخ والمصير المشترك، في تعبير عن حرص المغرب على تغليب منطق الحوار والتعاون بدل منطق التوتر والقطيعة.