
طنجاوي
في خطوة تكشف مدى التشويه الذي تتعرض له المعالم الأثرية بالمدينة العتيقة لطنجة، عاين موقع “طنجاوي” بباب المرسى، المنفذ الوحيد للمدينة العتيقة نحو الميناء، عمليات حفر على قدم وساق، وعمال منهمكون في ترتيب المواد والتجهيزات الأولية للشروع في عملية البناء، وعند الاستفسار تأكد للموقع أن الأمر يتعلق ببناء غرفة محول كهربائي لفائدة شركة أمانديس المفوض لها تدبير قطاع توزيع الماء والكهرباء.

الخطير في الأمر أن هاته الفضيحة أو الجريمة ترتكب في واضحة النهار، ودون أن تثير أي رد فعل من طرف مجلس المدينة، المسؤول عن تدبير شؤون الساكنة، ولا من طرف السلطات، وكأن ما تقوم به أمانديس لا يدخل في نطاق التعدي وتشويه المعالم الأثرية للمدينة.
هل غاب على مجلس المدينة وعلى السلطات أن البناء في محيط الأبنية الأثرية تحكمه العديد من القوانين و الضوابط، التي وضعت لحماية هذا التراث التاريخي والإنساني من أي اعتداء، وأنه يمنع منعا كليا إقامة أي منشآت أو أبنية إلا بموافقة مندوبية الآثار ؟!…

ألم ينتبه مسؤولو قصر البلدية وسلطات الولاية إلى إن بناء محول كهربائي بذلك الموضع سيشوه المشهد العام لذلك المكان، الذي تطبعه العمارة المغربية القديمة، وهي واجهة المدينة من جهة الميناء، وينبغي الحفاظ على أصالتها وطرازها الفريد؟!…
ما يجري اليوم بباب المرسى يندرج ضمن سلسلة من الاعتداءات استهدفت ولا زالت المدينة العتيقة لطنجة، التي يستعد العالم لتصنيفها ضمن التراث الإنساني العالمي، مما يفرض سرعة التحرك من طرف المجتمع المدني لصد هاته الاعتداءات قبل فوات الأوان، و حينها لن يبق سوى تدبيج بيانات الرثاء والبكاء على الأطلال.

.jpg)