أخبار من الصحراء

كويمن يكتب عن: الجهوية “الشينوية”

الأحد 18 ديسمبر 2016 - 09:51

كويمن يكتب عن: الجهوية “الشينوية”

محمد كويمن العمارتي

يبدو أن الجهوية لم تعد متقدمة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بعدما تراجعت فعالية تقدمها وتطورها عقب موسم الانتخابات، وربما اكتشف المكتب المسير لمجلس هذه الجهة أن السرعة تقتل، كما يقول شعار حملة الوقاية من حوادث السير، لهذا سرعان ما توقفت الحركة وعاد الهدوء إلى تشكيلة أول مجلس في عهد النظام الجهوي وفق الدستور الجديد، حيث كان يسود الاعتقاد بأن هذا المجلس سيمتلك عصا سحرية، خاصة بعد استقلاليته عن سلطة الوصاية، حين لم يعد الوالي يتحكم في صرف ميزانيته، وصار يتحمل هذه المسؤولية رئيسا جديدا يقود أيضا “مشروعا سياسيا” في البلاد، وقيل عنه الكثير لدرجة أن اعتقد البعض أن هذه الجهة ستصير نموذجا في تطبيق الجهوية بمفهومها الجديد، حين أضحت المشاكل التي تتخبط فيها أقاليم الجهة تحت مجهر مكتب المجلس، وانطلق سباق البحث عن حلول آنية لمعالجتها بإشراك كافة التيارات الحزبية الممثلة بالمجلس من أغلبية ومعارضة، بعدما التزم الرئيس بفتح مكاتب الجهة بكل المناطق للاستماع إلى نبض المواطنين وتقريب الإدارة منهم، قبل أن يعم الصمت، وتختفي الوعود، وتغيب الأوراش الكبرى والمتوسطة والصغرى، ويفتقد المجلس لحيويته وتواصله في مواكبة اختصاصاته الجهوية..

وقد ارتبط الحديث عن المجلس الجدي أكثر بالدعاية للمشاريع الصينية، التي ستغزو الجهة، وستجعل منها “ماركة شينوية” بامتياز، من خلال تبني الرئيس مشروع إحداث مجمع صناعي صيني مغربي بمدينة طنجة، والإعلان عن إنشاء مصنع للسيارات والحافلات الكهربائية قيل أنه سيشغل 2000 من اليد العاملة باستثمار يفوق مليار درهم، إلى جانب توقيع عدة اتفاقيات أخرى بين الجهة وكل من وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، وجمعية غرف التجارة والصناعة لحوض البحر الأبيض المتوسط، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وكل هذا من أجل الدفع بالتنمية الاقتصادية بالجهة، وهو ما استحسنه السكان ولو تعلق الأمر باعتماد محرك صيني في تحريك عجلة التنمية بالجهة، المهم تعزيز فرص الاستثمار بالجهة وفق مميزات موقعها الجغرافي ومؤهلاتها البنيوية، لكن في الوقت نفسه ظل يترقب سكان الجهة، خاصة بالجماعات التي تعاني الهشاشة في كل شيء، استفادتهم من شعارات الجهوية المتقدمة، أمام افتقاد العديد من هذه المناطق لأبسط الحاجيات، حين تتكرر مطالب فك العزلة وتوفير الطرق والكهرباء والماء الشروب والمستوصف والمدرسة و…، في انتظار وصول الشينوا..

  *عن أسبوعية “لاكرونيك”