
طنجاوي
شرعت منذ أيام مقاطعة بني مكادة في عملية صيانة وتسييج مقبرة بني ورياغل، بغلاف مالي تجاوز مليون درهم، غير أن المشروع يطرح تساؤلات كبيرة حول طريقة التسييج التي اعتمدها مجلس المقاطعة خلال عملية صيانة هذه المقبرة.
وإذا عدنا إلى الوضعية السابقة للمقبرة نجد أنها كانت محاطة بسور اسمنتي، تم هدمه من قبل مصالح الولاية، بعد الشكايات المتكررة من السكان ذلك أنه كان ملاذا لقطاع الطرق والمنحرفين، و متعاطي المخدرات، الذين كانوا يشكلون تهديدا حقيقيا للسكان.
غير أنه بعد هدم السور الذي نفذه اليعقوبي، كان المخطط أن تتم إعادة صيانة هذه المقبرة في إطار مشاريع طنجة الكبرى، وتم الاتفاق على أن التسييج يجد أن يكون بشباك حديدي، يكشف ما يجري داخل المقبرة، وليس بسور إسمنتي حتى لا يتحول مرة أخرى إلى ملجأ للمنحرفين.
غير أن مسؤولي مجلس المقاطعة كان لهم رأي آخر، إذ أعلنوا عن صفقة صيانة المقبرة، من خلال تسييجها بسور إسمنتي، ثم تثبيت أعمدة حديدية فوقه، بشكل مخالف للتصور الذي تم التخطيط له في السابق، كما أن هذا البناء الجديد سوف يعيد إنتاج نفس المشاكل التي كان يعاني منها السكان في وقت سابق، والتي كانت سببا في هدم هذا السور الإسمنتي.
ويطرح هذا الوضع الجديد سؤالا عريضا على رئيس مجلس المقاطعة محمد خيي، حول ما إذا كانت عملية البناء هذا السور الإسمنتي تمت باتفاق مع مصالح الولاية، أم أنها بقرار انفرادي منه؟ ثم ماذا سيكون مصير شكايات المواطنين في حالة تكرار المآسي التي كانت يتسبب فيها هذا السور، الذي يستعمله أصحاب السوابق العدلية والمنحرفون بشتى أنواعهم كقاعدة خلفية لتنفيذ اعتداءاتهم؟

