
طنجاوي
تتواصل الوقفات الاحتجاجية أمام مقر ولاية طنجة، بشكل شبه يومي، للعشرات من المواطنين الذين يطالبون السلطات بإيجاد حل لهم، بعد أن تقرر إقامة المقبرة النموذجية في منطقة الرهراه، فوق عقارات سبق لهم أن اشتروها بعقود تملك عدلية، لكن تبين فيما بعد أن هاته الأراضي تابعة للمك الغابوي.
وتكشف ملابسات هاته القضية عن وجود مافيا كانت تستفيد من تواطؤ العديد من الجهات (إدارة المياه والغابات، سلطة محلية، عدول ومنتخبين)، للتلاعب في أصول التملك، واستصدار عقود عدلية، ثم بيعها على شكل بقع صغيرة لا تتجاوز مساحتها 70 م2، أمام صمت الجميع، بل كانت هاته المافيا توفر الحماية لمقتني هاته البقع من أجل بناء مساكنهم من دون استصدار الرخص القانونية.
لكن عندما تقرر إحداث المقبرة النموذجية، انكشف المستور، وافتضح أمر هاته المافيا، مخلفة وراءها ضحايا يقدرون بالعشرات، في حوزتهم عقود عدلية تثبت تملكم للأرض، لكنها في الأصل ملك غابوي.

الأخطر من ذلك أن رؤوس المافيا، الذين كانوا يوقعون العقود بصفتهم ملاك الأرض الأصليون، اختفوا عن الأنظار، تاركين الضحايا يواجهون مصيرهم المجهول، وعلى الرغم من الشكايات المرفوعة إلى القضاء والعديد من الجهات، لكن لا جديد.
ويطالب المتضررون من السلطات إيجاد حل لهم، لكونهم غير مسؤولين عن اقتناء أراض بعقود موثقة من العدول، وكانت عملية البناء تتم أمام مرأى ومسمع من جميع السلطات، بما فيهم مسؤولو المياه والغابات، كما يطالب السكان من الوالي اليعقوبي فتح تحقيق في ملابسات عمليات النهب التي تعرض لها الملك الغابوي بكل من الرهراه و مسنانة، للوصول إلى الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها في حقهم.