
محمد كويمن العمارتي٭
يبدو أن زعيم حزب الجرار، عرف كيف يستثمر في السياسة المناخية، بعدما سلط عليه جميع الأضواء، وهو يتقمص دور الرجل الأخضر في الزمن الأسود، لدرجة أن ساد الاعتقاد أن القضاء على التلوث، بيد حزب البام، ممثل المغرب في المؤتمر المتوسطي للمناخ، وكل الطرق، التي يسلكها تؤدي إلى بيئة انتخابية نظيفة، وما على المواطنين سوى إتباع خطة التراكتور لكي يستفيدوا من مناخ خال من الكربون الانتخابي، هذا على الأقل ما استنتجه البعض من احتضان طنجة لميد كوب2، أو كما حاول آخرون تفسيره للعموم من باب الواضحات..
ومن إنجازات رئيس المؤتمر المتوسطي الثاني للمناخ بصفته رئيسا لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو الذي يجد صعوبة في إقناع الآخرين على أنه لا يخلط بين مهامه كرئيس الجهة وموقعه في قيادة حزبه، كما هو حال غريمه زعيم المصباح ورئيس الحكومة،أنه قرر اقتناء سيارات كهربائية لفائدة مجلس الجهة، كما وقع اتفاقية مع مؤسسة صينية من أجل استعمال حافلات كهربائية ببلادنا،وربما يفكر في تزويد المنتخبين وكذا الناخبين بشاحن كهربائي، يعمل بجهاز التحكم عن بعد، وطبعا التحكم ضروري سواء كان عن بعد أو عن قرب، وكل طرف يفسر هذا التحكم بطريقته الخاصة، فيما الفئة المستهدفة ترغب فقط في الاستفادة من آليات التحكم،وإن كانت تشتكي في كل مرة من أساليب توظيفها، وتداولها بقدر حجم طاقة المصباح لحزب العدالة ومستوى نسبة الشحن الكهربائي لحزب الأصالة..
وقد يرى البعض أن جهة طنجة تطوان الحسيمة محظوظة، وبصفة خاصة مدينة طنجة، حين تحولت إلى حلبة صراع سياسي بين حزب رئيس الحكومة وحزب رئيس الجهة، بعدما صار رهان هذا الأخير كسر شوكة البيجيدي بهذه المدينة، وهو ما يجعل المدينة مقبلة على تلوث انتخابي خطير، إذا لم يلتزم كل طرف بقواعد اللعبة، وفق الأجندة المحددة للخريطة الانتخابية، الخاضعة لتقلبات المناخ السياسي المغربي، الهائج في بعض المناطق إلى قليل الهيجان في مناطق أخرى، كعادة أحوال الطقس بالنشرة الجوية للتلفزة المغربية..
وفي نهاية المطاف كان حديث وسائل الإعلام عن توصيات مؤتمر طنجة المتوسطي حول المناخ، من باب الاستئناس، فيما ظل الحدث الأبرز تلاوة الرسالة الملكية من طرف زعيم حزب الجرار، ورفض زعيم حزب المصباح حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وهي صورة مصغرة لواقع حال البيئة السياسية ببلادنا، استعدادا لموعد الاستحقاقات القادمة..
٭عن أسبوعية “لاكرونيك”