أخبار سياسية

كويمن لعمارتي يكتب عن سلطة الأرقام الانتخابية

الأحد 16 أكتوبر 2016 - 13:19

كويمن لعمارتي يكتب عن سلطة الأرقام الانتخابية

طنجاوي*

الأرقام التي تفرزها نتائج الانتخابات تكون معبرة أكثر، دون الحاجة لمزيد من الواضحات لكشف عالم المفضحات،  فهي تعكس في البداية واقعا، لا يمكن إنكاره، بالرغم من محاولة “النفخ” في نسبه مع كل محطة انتخابية، ويتجلى في ضعف حجم المشاركة في عملية التصويت، فالأرقام الرسمية لولاية طنجة تشير إلى أن ما يناهز 227 ألف ناخب من أصل 358 ألف لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، ولم يستجيبوا لنداء أخي المواطن وأختي المواطنة، وكل حسب قناعاته ومبرراته، كما أن من بين المصوتين، أكثر من 20 ألف ناخب صوتوا على لائحة “الملغاة”، حين فاقت الأصوات الملغاة ما حصل عليه الفائز بالمقعد الخامس بأكبر بقية، وكانت “الملغاة” تستحق فعلا مقعدا بالبرلمان لتمثيل مؤيديها بطنجة، الذين فاقوا بكثير مجموع أصوات ما حصلت عيله 13 لائحة انتخابية من بين 16 لائحة تنافست على المقاعد الخمسة لدائرة عمالة طنجة أصيلة.
وكشفت لغة الأرقام أيضا، عن تسجيل ارتفاع في عدد الأصوات التي حصل عليها حزب المصباح بطنجة مقارنة مع استحقاقات 2011، بزيادة بلغت أكثر من 17 ألف صوت، كما حقق حزب التراكتور بدوره زيادة تصل إلى حوالي 15 ألف صوت، وبقراءة سريعة لما راج في السر والعلن خلال الحملة الانتخابية، فإن حزب المصباح يكون قد استفاد من “دعم السلطة”، واستطاع الحصول على أصوات جديدة من المتعاطفين معه (خطاب البكاء والمظلومية) وكذا الرافضين لنصائح التوجيه الانتخابي، فيما كان اكتساب حزب التراكتور لأصوات جديدة على حساب ما تبقى من رصيد بعض الأحزاب الأخرى، إلى جانب استفادته من دروس التقوية لبرامج “دعم السلطة”. وهنا لابد من مراجعة هذه الأرقام بنظرة أخرى مغايرة على الأقل بالنسبة للسلطة، فإذا كان الفضل يعود إليها في إقناع فئة من الناخبين بالتصويت لفائدة أحد الأطراف، فإنها تكون قد فشلت في مهمتها، حين كانت النتيجة عكسية بالنظر إلى فارق الأصوات بين الأول والثاني،  ومن ثم فما هو خطير في هذه المعادلة ليس في تراجع حصيلة الأصوات المحصل عليها بل في كثافة حجم الأصوات المفقودة، وما هو أخطر الثقة المهزوزة في خطاب السلطة، بعدما لم يتم العمل بنصائحها وفق توقعاتها، الأمر الذي فرض في نهاية المطاف تجنب الأسوء، والالتزام بقواعد اللعبة تحت سلطة الأرقام الانتخابية.
عن جريدة “لاكرونيك”
                                                          *محمد كويمن العمرتي