مجتمع

أطفال الشوارع بطنجة على صحيفة “لوموند” الفرنسية

الجمعة 20 أبريل 2018 - 17:51

أطفال الشوارع بطنجة على صحيفة “لوموند” الفرنسية

طنجاوي

بمدينة طنجة يغطي ظلام الليل مآسي أطفال الشوارع، ويشكل سوق برا برواجه و أبواق سيارات الأجرة المدوية شكل آخر من المرافق الأكثر كآبة. يتجولون بتهاوي وترهل على الأرصفة، وسط ضحكات شبابية صاخبة لا تعبر عن الفرحة، أجسام نحيفة تشبه الأشباح، تجلس في الممرات على أطراف سينما الريف. أحيانا تسمع أصواتهم المرهفة و ترى ملامحهم الجميلة لا تخطئها العين فهم بالكاد أصبحوا مراهقين.

أسامة هو مراهق ذو 15 سنة، ينحدر من مدينة الناضور، جاء إلى مدينة البوغاز منذ سنتين هربا من البؤس الذي يعانيه جراء طلاق والديه، عيناه الكبريتيين حجاب يغطي الغياب، يبدو نحيفا تحت سترته الكبيرة، يبتسم بعصبية ولا يتوقف عن طلب بعض الدراهم، يقول لك بعناد شديد وهو يستنشق كيسا مملوءا بمادة “السيلسيون”  المطبق على أنفه برائحة الصباغة القوية ” لا يوجد عمل في المغرب وخلال خمسة أيام سأكون في إسبانيا !” .

“حلم العبور”

تعج المدن المغربية الكبيرة بالشباب المتشردين مثل حال أسامة، جميعهم هربوا أو طردوا من منازلهم أعقاب واحدة من أفظع المآسي سواء كانت إساءة المعاملة أو وفاة أحد الوالدين، الطلاق، الفقر المدقع …تجذبهم المدن الدينامية مثل الفراشات المضيئة، ثم بعد ذلك تبلعهم عصابات المخدرات التي تحل محل تلك الآمال بعد الشعور العميق باليأس وخيبة الأمل.

وكان المرصد الوطني لحقوق الطفل قد أكد أن عدد اليافعين من المراهقين الذين يعشون في الشوارع بلغ 25 ألفا ربعهم يعيشون في مدينة الدار البيضاء.

أما في مدينة طنجة، يصعب معرفة عددهم خصوصا بعد نقل الرحلات البحرية إلى ميناء طنجة المتوسطي. وحسب المنسق الجهوي لجمعية “ما تقيش ولدي” بطنجة محمد الطيب بوشيبة فإن عدد أطفال الشوارع تضاعف بالمئات في المدن الساحلية الشمالية قاسمهم المشترك هو “حلم العبور”.

 ترجمة: غزلان الحوزي