
أعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية، أرانشا غوتساليث لايا، أن الشحنة الطبية المحتجزة لدى الجمارك التركية ستصل قريبا إلى مدريد.
وكتبت الوزيرة على صفحتها الرسمية بتويتر ليلة السبت : ” شكرا تركيا، نقدر التفاتة هذا البلد الصديق والحليف”، في إشارة إلى نظيرها التركي الذي أخبرها أن الشحنة ستصل في الساعات القادمة.
وقالت صحيفة “إل الباييس” أن تصريحات لايا بشأن تداعيات احتجاز الجمارك التركية للشحنات الطبية التي اشترتها إسبانيا لفائدة حكومات مناطق الحكم الذاتي الموبوءة، تغيرت 180 درجة في أقل من 24 ساعة.
وكانت الوزيرة قد أكدت بشكل رسمي أول أمس الجمعة، أن أنقرة قررت الاحتفاظ بمعدات طبية كانت في طريقها إلى مدريد، رغم الفترة الحرجة التي يمر بها البلد الأوروبي.
وقالت خلال الندوة الصحفية التي جمعتها مع وزير الصحة إنها تحدثت مع نظيرها التركي، مولود جاويش أوغلو، ثلاث مرات، لكن الاتصالات لم تؤد إلى أي نتيجة، لأن تركيا ظلت متشبثة بالاستحواذ على الشحنة الطبية التي تحتوي على 116 جهاز نتفس.
لكن انقرة وجدت نفسها مجبرة على الإفراج عن الشحنة الطبية، بعد هجوم وسائل الإعلام الاسبانية على تركيا واتهماهما بالقرصنة والاستيلاء، وكشف وجهها “القبيح” الذي يدعي الإنسانية خصوصا وأنها هي التي روجت، قبل يومين من احتجاز المعدات الطبية، إرسال مساعدات إلى كل من إيطاليا وإسبانيا في الوقت الذي يوجه فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات إلى العواصم الغربية، بسبب ما يقول إنها مواقف متخاذلة إزاء بعض القضايا الإنسانية، لكن “محنة كوورنا” كانت كفيلة بكشف المواقف والحقائق.
من جهتها، تجاهلت تركيا الشكر المقدم لها و أعربت عن غضبها من هجوم وسائل الإعلام الاسبانية الموالية لأحزاب المعارضة، وتوظيفها لعبارات من قبيل القرصنة والسطو والسرقة والاستيلاء والترويج أن الشحنة كانت قادمة من الصين.
وأوضحت مصادر تركية أن “الأجهزة الطبية الخاصة بفيروس (كورونا)، والتي كان من المزمع شحنها إلى إسبانيا، تم تصنيعها على الأراضي التركية لصالح شركة إسبانية جلبت مواد التصنيع من الصين، إلا أن الشركة الإسبانية تجاهلت – عن عمد أو عن خطأ – القرار التركي بمنع تصدير أي مواد طبية للخارج في المرحلة الحالية، ما دفع بالسلطات التركية لإيقافها ومنع خروج الشحنة من تركيا التي ترى أن الأولوية لمرضاها”.