
طنجاوي – يوسف الحايك
صنفت دراسة ميدانية الادارة العامة للأمن الوطني، في المرتبة الأولى من حيث مؤشر الثقة.
وحظيت المؤسسة الأمنية ذاتها وفق الدراسة الميدانية أنجزها مكتب الدراسات Future Elite لفائدة مرصد الشمال لحقوق الإنسان ONDH “حول الشباب المهمش وكوفيد 19 بالمغرب.. من الخوف إلى الغضب”بنسبة 69 في المائة مقابل 27 في المائة من المستجوبين الذين عبروا عن عدم ثقتهم، وحياد 4 في المائة.
تواصل وانفتاح
وقال رضوان بنسليمان، الباحث في العلوم الجنائية والدراسات الأمنية بكلية الحقوق بطنجة، إن المؤسسة الأمنية بالمغرب، لم تعد تنتهج
المنهجية الكلاسيكية في العمل الأمني.
وأضاف بنسليمان في تعليق خص به “طنجاوي” على نتائج الدراسة أن المديرية العامة للأمن الوطني نهجت أساليب أخرى متطورة؛ منها التواصل والانفتاح مع الاعتماد على السبل الأنجع للتوفيق بين واقع الجرائم، وبين مستوى الإحساس بالأمن لدى المواطن.
فلسفة جديدة
وأبرز المتحدث ذاته أن المديرية العامة اختارت العمل وفق فلسفة جديدة للتواصل.
واستدل على ذلك بإحداث أحدثت المديرية 21 خلية أمنية خاصة بالتواصل على مستوى ديوان المدير العام للأمن الوطني، وعشرين مصلحة لا ممركزة على صعيد ولايات الأمن والأمن الجهوي والإقليمي مهمتها الرئيسية تسهيل عمل وسائل الاعلام وتسهيل أيضا وصول المواطن والصحفي بسهولة للحق في الحصول على المعلومة الأمنية.
وتوقف الباحث نفسه عند خلق المديرية لأول مرة منصب الناطق الرسمي باسم المصالح الأمن الوطني، كمصدر رسمي للمعلومات، والأخبار الصحيحة المرتبطة بالقضايا الكبرى التي تستأثر باهتمام الرأي العام.
كما سجل بنسليمان إطلاق المؤسسة الأمنية منصات رسمية للتواصل الاجتماعي، ومختلف التطبيقات التفاعلية على شبكة الأنترنت لتقرب المواطنين من المعلومات الأمنية، من خلال متابعها.
بيانات ومنصات
ويصل عدد متابعي المديرية العامة للأمن الوطني على تويتر 156 ألف و437، وعلى فيسبوك 110 آلاف، إلى جانب الأنشطة التواصلية المختلفة التي فاقت 830 بلاغا صحفيا و 795 تغطية إعلامية و 69 بيانات حقيقية.
ومن هذا المنطلق – يضيف بنسليمان- أن المنشورات المتداولة على الشبكات الاجتماعية والمواقع الإخبارية تشمل موضوعا رئيسيا.
وشدد على أن الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها المديرية العامة للأمن الوطني أضحت ملزمة بالتواصل بشكل دائم، وإيجابي بشأن كافة المواضيع، والقضايا المتعلقة بمجال اشتغالها اليومي.
الرهان
ورأى أن المديرية تراهن دائما من خلال استراتيجياتها التواصلية على الاستباق في نشر الخبر الأمني تفاديا لنشر المغالطات، والأخبار الزائفة.
وخلص إلى أن التواصل والتفاعل الملموس آلية لتوطيد العلاقة بين المواطنين، والمؤسسات؛ من حيث مؤشرات الثقة، كما يعد التواصل الأمني من آليات الحكامة.
وشملت الدراسة 500 شاب وشابة من الفئة العمرية بين 18 و 25 سنة، 52 في المائة منهم ذكور و 48 في المائة إناث، يقطنون بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الدراسة التي تم انجازها خلال الفترة الممتدة بين 20 غشت 2020 و 10 شتنبر من نفس السنة.
ويقول المشرفون على الدراسة إن هذه الأخيرة حاولت رصد مؤشر ثقة الشباب في المؤسسات والفاعلين وطنيا ومحليا، إضافة إلى محاولة تحديد اهتمامات الشباب المهمش عبر شبكة الانترنت، والقنوات التواصلية الأكثر استعمالا، وتحديد كيف يتفاعل الشباب المهمش مع اخبار كورونا، ومن أين يستقي المعلومات والأخبار الخاصة بالفيروس؟.
ورصدت الدراسة مدى تأكد الشباب من المعلومات وكيف؟ وكيف يتفاعل مع المنشورات الخاصة بالفيروس ؟.وسعت إلى محاولة فهم كيف أثرت صدمة الوباء مع الشباب المهمش، وهل تلقى هؤلاء اي دعم او مساندة وما طبيعتها، وما مدى تأثيره على الدخل المالي للأسرة، وكيف اثر على المجتمع وباقي الشباب.
كما حاولت الدراسة وفق القائمين على إنجازها تمثلات الشباب حول رؤيتهم لمستقبلهم ومستقبل مجتمعهم وعلاقتهم بهذا الأخير.