الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال رغم خروجه من دائرة الاهتمام السياسي والإعلامي، لا يزال موضوع ارتفاع أسعار زيت الزيتون يحظى باهتمام واسع لدى شرائح عديدة من المواطنين، في ظل استمرار التباين بين الأسعار المعتمدة من قبل الشركات وتلك التي يحددها المنتجون الذاتيون والمعاصر.
ويُلاحظ أن الشركات تسوّق زيت الزيتون حالياً بأسعار تتراوح بين 75 و85 درهماً للتر الواحد، في حين يعرضه بعض المنتجين الذاتيين بأسعار تفوق 100 درهم. هذا التفاوت يأتي رغم لجوء الدولة في وقت سابق إلى استيراد كميات من زيت الزيتون، ضمن إجراءات تهدف إلى خفض الأسعار، إلا أن تلك التدابير لم تؤثر بشكل ملموس على السوق المحلية.
يرى مهنيون في قطاع الزيتون أن الأسعار مرشحة للبقاء على حالها إلى نهاية الموسم، بحكم ارتباطها الوثيق بمردودية الموسم الفلاحي الأخير وكلفة إنتاج الطن الواحد من الزيتون، والتي تُعد من العوامل الأساسية في تحديد الأسعار.
وفي هذا السياق، أشار محمد حسيسي، تاجر من الرباط، إلى أن أسعار بعض أنواع زيت الزيتون المسوقة من قبل الشركات استقرت منذ نحو شهرين بين 75 و90 درهماً، موضحاً أن السوق وصلت إلى مستويات يصعب معها تسجيل انخفاضات إضافية. كما لفت إلى وجود تفاوت بين أسعار الزيت المحلي والمستورد، مع تداول معلومات حول إمكانية قيام بعض الشركات بتعبئة زيت مستورد وتسويقه على أنه محلي دون توضيح ذلك للمستهلك.
وأضاف أن أسعار زيت الزيتون، التي كانت قد تجاوزت 110 دراهم للتر في وقت سابق، تراجعت إلى حدود 75 درهماً، وهو ما يُفسر محدودية هامش التخفيض مستقبلاً، خاصة مع استحالة تسويقه بأقل من كلفته الأصلية.
من جهته، أكد طارق بنرمان، صاحب معصرة بقلعة السراغنة، أن المعطيات الحالية المرتبطة بالإنتاج والتكلفة تدعم استمرار الأسعار المرتفعة، مشدداً على أن بيع زيت الزيتون المحلي بأقل من 100 درهم للتر يُعد غير منطقي في ظل كلفة الإنتاج التي تتراوح بين 85 و95 درهماً. وأوضح أن الزيت الأصلي يظل مرتفع الثمن مقارنة بالزيوت المستوردة أو ذات الجودة المنخفضة.
وأشار بنرمان إلى أن زيت الزيتون المستخرج من محصول الموسم الماضي ما زال يُباع بأسعاره المعتادة، والتي تتراوح في الغالب بين 100 و110 دراهم، وهو ما يعكس تأثير عوامل مثل ضعف المردودية والاحتكار على هيكلة الأسعار.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن آفاق انخفاض أسعار زيت الزيتون في السوق الوطنية لا تزال محدودة، في انتظار تحسن شروط الإنتاج وزيادة العرض المحلي خلال المواسم القادمة.