
احتضنت مدينة الداخلة، يومي 20 و21 يونيو، أشغال اللقاء الدولي حول موضوع “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام”. الحدث نظمته اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، بمشاركة صحفيين وخبراء وأكاديميين من مختلف دول العالم، يمثلون القارات الخمس، في إطار منصة حوارية غير مسبوقة لمواجهة مظاهر التضليل، وإرساء أسس مهنية أكثر أخلاقية وشراكة.
وقد عبّر المشاركون في هذا الملتقى، في ختام فعالياته، عن امتنانهم العميق لجلالة الملك محمد السادس، نظير جهوده الحثيثة لتعزيز السلام الإقليمي، وترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم بين الشعوب، مشيدين بما تنعم به مدينة الداخلة من استقرار وتنمية تجعل منها نموذجًا إفريقيًا صاعدًا.
تميز اللقاء بمداخلات رسمية وعلمية قاربت مختلف التحديات التي تواجه الصحافة اليوم، من تفشي خطاب الكراهية، إلى تراجع القيم المهنية، وسط زحف المحتوى الرقمي غير المراقب. كما أجمع الحاضرون على أهمية التربية على الإعلام كأداة استراتيجية لتحصين الأجيال، مؤكدين أن حرية الصحافة تظل مشروطة بالمسؤولية والنزاهة والارتقاء بالوعي الجماعي.
ومن بين أبرز توصيات اللقاء:
إدراج التربية على الإعلام في المناهج الدراسية كرافعة للتمييز النقدي.
سن تشريعات متوازنة لتنظيم شبكات التواصل الاجتماعي دون المس بحرية التعبير.
إنشاء مراكز بحث جامعية متخصصة في التربية الإعلامية والتصدي للتضليل.
تعزيز التكوين المستمر للصحافيين ومواكبة الذكاء الاصطناعي برؤية أخلاقية.
تنظيم ملتقيات دولية دورية ومنصة دائمة للتبادل المهني حول صحافة الجودة.
وقد تقرر، في ختام الحدث، إحداث منصة دولية دائمة للحوار بين المهنيين والخبراء والمؤسسات الإعلامية لمواصلة النقاش والتنسيق، والعمل المشترك من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد مصداقية الإعلام وحق المواطن في معلومة موثوقة.
واعتبر الحضور أن هذا اللقاء محطة تأسيسية في سبيل بناء نموذج صحافي جديد، يعكس تطلعات المجتمعات، ويعيد الثقة بين الإعلام والجمهور، وسط عالم متغير تتهدده الأخبار الزائفة والاستعمالات السلبية للتكنولوجيا.