في تطور خطير ينذر بتصعيد غير مسبوق في المنطقة، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عن تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على مواقع عسكرية داخل إيران، شملت العاصمة طهران ومدنًا أخرى، في وقتٍ دوّت فيه صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من شمال وجنوب إسرائيل، عقب إطلاق رشقات صاروخية من الأراضي الإيرانية.

وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن الغارات استهدفت ستة مطارات منتشرة في غرب ووسط وشرق إيران، متسببة في أضرار جسيمة لمدارج الطائرات ومخابئ تحت الأرض، بالإضافة إلى تدمير طائرة للتزود بالوقود وعدد من الطائرات المقاتلة. واعتبر الجيش أن هذه العملية تهدف إلى تعزيز الهيمنة الجوية ومنع استخدام الطائرات الإيرانية في أي هجمات محتملة ضد إسرائيل.

وفي منطقة كرمانشاه غرب إيران، استهدفت أكثر من 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية مواقع يُعتقد أنها مخصصة لإطلاق وتخزين صواريخ أرض-أرض، ضمن ما وصفته تل أبيب بأنه “رد وقائي استراتيجي”.

بالمقابل، ردّت إيران بإطلاق دفعات متتالية من الصواريخ، استهدفت في البداية مناطق شمال إسرائيل، خصوصًا الجليل، ثم توسعت الهجمات لتشمل وسط البلاد وجنوبها، ما اضطر ملايين السكان إلى دخول الملاجئ والمناطق المحصنة لأكثر من 45 دقيقة، وسط حالة طوارئ وتأهب قصوى.

في السياق ذاته، أكد وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن أحد الصواريخ سقط قرب منشأة حيوية جنوب البلاد، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو 8000 شخص، مشيرًا إلى أن الفرق التقنية تعمل على استعادة التيار في غضون ساعات.

ورغم شدة الهجمات، لم تُسجل إصابات مباشرة بحسب ما أوردته خدمات الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داوود الحمراء)، لكنها أفادت بوقوع حالات هلع وإصابات طفيفة أثناء توجه بعض المواطنين إلى الملاجئ.

ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر إقليمي متصاعد، ما يثير مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع ذات أبعاد أمنية وجيوسياسية عميقة.