أخبار سياسية

مرشحو “سوف نعمل على”…

الجمعة 14 أغسطس 2015 - 12:10

مرشحو “سوف نعمل على”…

محمد العمراني

أتيحت لي الفرصة لأشارك، رفقة طاقم تحرير “جريدة طنجة”، في بعض الجلسات الحوارية التي تجريها الجريدة مع الفاعلين السياسيين بالمدينة، ابتداء من عدد يوم غد السبت، لمنحهم فرصة عرض مواقفهم وأرائهم بخصوص الاستحقاقات الجماعية المقبلة، التي لم تعد تفصلنا عنها إلا أياما عن 4 شتنبر المقبل، تاريخ إجراء الانتخابات الجماعية، التي ستنبثق عنها أجهزة جديدة، ستتحمل مسؤولية تدبير مجلس مدينة طنجة والمقاطعات…

أعترف أن سقف توقعاتي كان مرتفعا…

توقعت أن يكون خطاب هؤلاء المسؤوليين موضوعيا…

توقعت أن يتحدثوا بلغة الحقيقة…

توقعت أن يعترفوا بمسؤوليتهم عما تتخبط فيه المدينة من مشاكل، وان يرتبوا القرار المناسب على اعترافاتهم…

توقعت أن يرِفَّ لهم جفن، ويحترموا ذكاء ساكنة هاته المدينة، التي خلقها الله عروسا، وتحولت على أيديهم إلى مدينة مشوهة…

أعترف أن ظني خاب…

عوض لغة الحقيقة حضرت لغة الخشب…

وعود بالجملة…

تنصل من المسؤولية، وكأن طنجة كان يسيرها الأشباح والعفاريت والتماسيح…

لم يمتلك أي من هؤلاء الجرأة لتقديم نقد ذاتي حول حصيلة مشاركتهم في تدبير شؤون المدينة…

لم يتجرأ أي منهم على تبرير أوجه صرف ملايير السنتميات، التي تصرفوا فيها طيلة الست سنوات المنصرمة، ومدى انعاكسها على تحسين جودة الحياة بالمدينة…

طبعا لسنا من دعاة السوداوية…

 هناك إيجابيات تحققت على أرض الواقع، لكنها لم تكن في مستوى انتظارات وطموحات الساكنة، مثلما أن تراكم المشاكل جعل من هاته الإيجابيات نقطة في بحر لا يكاد يستشعرها المواطن…

فوضى عارمة بشوارع وأزقة المدينة…

تشويه عمراني لا مثيل له…

احتلال صارخ للمك العام…

فشل في قطاعات التدبير المفوض من ماء وكهرباء، ونقل حضري، ونظافة…

استياء من الخدمات التي تقدم للمواطنين بجميع المصالح والإدارات التابعة للمجالس المنتخبة…

إهدار فظيع لملايير السنتيمات تم رصدها التوافه من الأمور، على حساب المشاكل الحقيقية للمواطنين…

غياب أي قرارات حاسمة ومؤثرة حول العديد من المجالات، التي لها ارتباط بالمواطن…

استقالة المنتخبين من مهامهم في الدفاع عن ساكنة المدينة، والتنبيه للمشاكل الخطيرة خاصة الأمن، والصحة، والتعليم…

كنت أتمنى سماع ولو مسؤول حزبي واحد يمتلك الشجاعة ليعترف بالفشل في التعاطي مع المشاكل الحقيقية للمدينة…

حتى أولئك الذين مارسوا المعارضة والأغلبية في نفس الآن، طيلة هاته الفترة الانتدابية، اجتهدوا لتبرير الأمر بانعدام التجربة، و إكراهات الحفاظ على التوازنات…

يوم السبت 22 من الشهر الجاري ستنطلق الحملات الانتخابية، وجميع الأحزاب بمرشحيها سيتوجهون إلى المواطنين طالبين أصواتهم من جديد، ملتمسين منحهم فرصة جديدة لإيجاد الحلول للمشاكل العويصة التي تتخبط فيها المدينة…

جوقة مكرورة من الخطابات والوعود…

الكل يقدم نفسه بديلا للآخرين…

الكل يتنصل من المسؤولية، ويلقيها على الطرف الآخر…

لكن الأكيد من كل هذا هو أنه بمجرد إعادة انتخابهم، سيجلسون إلى بعضهم البعض للتفاوض حول توزيع المكاسب والمغانم…

أكاد أخالهم وهم يستلقون على ظهورهم من الضحك، والاستهزاء على كل المواطنين الذين انخدعوا في وعودهم ومنحوهم أصواتهم…

ولسان حالهم يقول:

اللهم أدم علينا مثل هؤلاء المواطنين، ولا تحرمنا من طيبوبتهم، فهم المعبر الآمن نحو المناصب، والمغانم…