
طنجاوي
ساعات قليلة على القرار الملكي الصارم بإعفاء الوزراء والمسؤولين الذين تأكد تورطهم في تأخر انطلاق مشاريع الحسيمة منارة المتوسط، فيما ينتظر أن يطال العقاب 14 موظفا ساميا كشف تقرير رئيس المجلس الأعلى الحسابات عن مسؤولياتهم في ذات الملف، (ساعات قليلة) اعتقلت الفرقة الوطنية عمر الزراد رئيس بلدية تارجيست والبرلماني البامي عن دائرة الحسيمة، متلبسا في قضية ارتشاء وابتزاز أحد أعيان المدينة، كان يرغب في إقامة مشروع استثماري بالمنطقة. حيث يجري التحقيق معه تحت إشراف الوكيل العام لجنائية فاس، قبل تقديمه لغرفة جرائم الأموال بها.
متتبعون أجمعوا على أن هاته القرارات المتتالية تؤكد بالدليل القاطع أن الملك محمد السادس شرع في تنزيل مضامين خطاب العرش الأخير وخطاب افتتاح البرلمان، حيث شدد جلالته على ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومعاقبة كل مسؤول عن أي تقصير أو اختلالات ارتكبها خلال تحمله لمسؤولياته، بل إن الملك كان واضحا حينما قال أنه لن يتساهل مع كل من تبث تورطه في التلاعب بمصالح المواطنين، معلنا أن الوقت قد حان لتسمية الأمور بمسمياتها، حتى لو تطلب الأمر إحداث زلزال سياسي.
ما من شك في أن الصرامة التي تعامل بها ملك البلاد مع ملف منارة المتوسط تؤشر على أن عهد التسامح مع الاختلالات والإفلات من المحاسبة قد ولى، مضيفة أن زلزال المحاسبة عندما انطلق من الحسيمة، فهو دليل آخر على التفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة للساكنة، و أن منطقة الريف تحضى بعناية كريمة من جلالته.
إن الارتياح الكبير لساكنة الريف ولعموم الشعب المغربي مع القرارات الملكية، يجسد حجم التفاعل الإيجابي والتلاحم الوثيق بين الملك والشعب، فالملك أكد أنه دائم الإنصات لنبض الشعب المغربي، والتجاوب مع مطالبه وانتظاراته، والشعب يؤكد على الدوام حبه لملكه، ودعمه اللامشروط لسياسته الحكيمة.