
محمد العمراني
لاخفيكم حجم الاندهاش الممزوج بالغثيان الذي شعرت به وانا اتابع تصريح حميد ابرشان، رئيس مجلس عمالة طنجة اصيلة، والقيادي بحزب الاتحاد الدستوري، حول التطورات التي شهدتها الساحة السياسية بمدينة طنجة مؤخرا، وخاصة دخول حزب العدالة والتنمية في تحالف مع البام بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة.
ابرشان بدا خائفا وفرائصه ترتعد، وهو يستجدي الصفح والمغفرة من حزب الإخوان على أي سوء تفاهم قد يكون نشب مع حزبه الاتحاد الدستوري، حيث بلغت درجة انبطاحه ومهانته أن تبرأ من بلاغ وقعته أحزاب البام والاحرار والاتحاد الدستوري بمجلس المدينة، اعلنوا فيه مقاطعتهم دورات المجلس المغلقة.
اعترف أنني ذهلت من تصريح ابرشان، خاصة وأنني لم أتخيل ان انتهازية الرجل قد تصل به إلى حد تحميل عبد السلام العيدوني، القيادي بحزبه ونائب عمدة طنجة، مسؤولية الإنفراد بتوقيع البلاغ دون استشارة سعادته، بل إن ابرشان ودون أن يرف له جفن، لم يتردد في تقديم العيدوني قربانا للعدالة والتنمية، لعل سي البشير يشفع له، ويدخله في زمرة الاتباع المشمولين بعطفه ورضاه.
شحال قاسح ومسنطح عندك هاد الوجه آ سي حميد!.
طيب أيها السياسي الشجاع، البلاغ صدر يوم 24 أكتوبر، وانت كنت من الاعضاء الذين قاطعوا اشغال الدورة التي انعقدت يوم 25 اكتوبر، فلماذا لم تجرؤ على حضور الدورة، ولماذا بلعت لسانك اسبوعا كاملا، قبل ان تنفك عقدته فجأة، وتتلحف ب “هيدورة” السبع لتتبرأ من البلاغ؟!.
الحقيقة الصادمة، هي إنك شخص تجيد اللعب على الحبال، وبارع في اقتناص الفرص في السياسة كمآ في التجارة، وخبير في دهاليز السياسية بشكل يضاهي خبرتك في إنجاز التجزئات السكنية، و تريد أن تكون دائما وأبدا في معسكر الفائزين.
وهاته الخصال والمميزات هي التي دفعتك الى لزوم الصمت بعد صدور البلاغ، لأنك استشعرت بحسك الانتهازي، أن العدالة والتنمية ربما ستجد نفسها معزولة سنة 2021، ولذلك نأيت بنفسك في قاعة الانتظار، لكن مباشرة بعد الإعلان عن تحالف العدالة والبام بمجلس الجهة، حتى استيقظت حواسك الانتهازية مرة أخرى، وسارعت للقفز الى سفينة الاخوان، لتضمن بذلك رضاهم عنك، وعينك على رئاسة مجلس المدينة او مجلس العمالة في 2021.
الذين يعرفون ابرشان عن قرب، يؤكدون أنه في سبيل مصلحته لا يتردد في الدوس على أقرب مقربيه، ولذلك لم يتردد في التضحية بالعيدوني والزموري في سبيل نيل رضى وعطف الاخوان، خاصة وان تحالف مجلس جهة طنجة كان له وقع الزلزال على قلبه، حيث دخله الرعب من قدرة البام على سحب بساط المودة والقرب من البيجيدي.
سي حميد،
السياسة أخلاق، والأخلاق تقتضي عدم طعن الخصوم من الخلف، فما بالك بالحلفاء والمقربين، والاخلاق لا تجتمع مع الانتهازية والذل والمهانة.
تذكر فقط ان سقطة الشاطر بعشرة، وإنا غدا لناظره قريب.