
محمد كويمن العمرتي٭
كل ما كان يقال حول مغامرات العمدة السابق ومن معه، والحكايات التي كان يرويها الكبار والصغار حول ما يجري بالمقاطعات، والحديث عن الثروات المشبوهة التي راكمها البعض في ظرف وجيز، وما كان يردده العديد من المنعشين العقاريين حول ما يجري بأقسام التعمير، وكيف حصل بعض المنتخبين على مبالغ مالية ضخمة صرفوها خلال حملاتهم الانتخابية، من أجل الاستمرار في خدمة مصالح سكان هذه المدنية!!، كل هذا صار في خبر كان بين يدي إخوانها..
وقد اعتقد البعض أن تحمل حزب كان في المعارضة، مسؤولية تدبير المجالس المنتخبة، وبأغلبية مريحة، من شأنه توضيح مجموعة من الأمور التي تحوم حولها الشبهات، وتأكيد ما إذا كان الأمر يتعلق فعلا بوجود خروقات، بالجملة والتقسيط، أم كل ما كان يقال، بالصوت والصورة، مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وبالتالي ما على الأطراف المتضررة سوى اللجوء إلى القضاء لاستعادة كرامتها، فليس من المعقول أن يتم إنهاء صلاحية مجموعة من المنتخبين، الذين تحملوا مسؤولية تدبير الشأن المحلي، دون تعويضهم عن المهام التي قاموا بها في السر والعلن، خاصة وأن صفة مستشار جماعي صارت مهنة بالنسبة للبعض، وللأسف يتم الحصول على هذه الوظيفة عن طريق الانتخاب المباشر، مثل التوظيف المباشر، فقط المطلوب الالتزام بقواعد اللعبة وامتلاك رصيد مالي مناسب، دون الحاجة لإجراء أي مبارة، وهنا لابد من التفكير مستقبلا في اعتماد مباريات تخص مناصب المجالس المنتخبة، الجماعية والمهنية والتشريعية، لاختيار المرشحين لتولي هذه المسؤولية وفق شروط محددة، على الأقل سيكون المرشح ملزما بتوقيع عقد يفرض مساءلته ومحاسبته على مردوديته..
ولعل استمرار، في كل مرة، توجيه مجموعة من الاتهامات لعدد من المسؤولين، خاصة رؤساء المجالس المنتخبة، ثم يتم تجاوز محطة تسليم السلط دون الكشف عن حقيقة هذه الاتهامات، يجعل الناخب في حيرة من أمره، حين يعتقد بأن صناديق الاقتراع وحدها الكفيلة بمعاقبة المفسدين، قبل أن يكتشف بأن آلة العقاب لا تسلط إلا على الفئة الضعيفة في حلقة الفساد، لتظل معالم الإجرام الكبرى تتحدى كل من يدعون محاربة الجريمة، التي تستهدف المجال الحضري والبيئي والتراثي، بل هناك من يسعون لإخفاء آثار هذه الجرائم قبل محاسبة مرتكبيها، ومعها تفقد المدينة فرصتها في تحقيق الإصلاح المنشود، بعدما أضحى النبش في “فضائح” المسؤولين فقط “مضيعة للوقت”، وهذا رأيهم فأين رأي السكان؟؟..
٭ أسبوعية لاكرونيك