
طنجاوي
في انقلاب مفاجئ لموقف حزب العدالة والتنمية من قضية انجاز موقف تحت أرضي بحدائق المندوبية، أعلنت الكتابة الإقليمية لحزب المصباح، في بلاغ عممته مساء يوم أمس الأحد، عن رفضها المساس بهذا الموروث، معلنة دعهما وإسنادها لكل المبادرات والخطوات الرامية للحفاظ على جمالية المدينة وتثمين موروثها الثقافي والحضاري والعمراني والبيئي.
ودعت كتابة المصباح في ذات البلاغ إلى البحث عن بدائل لتنزيل أوراش طنجة الكبرى دون المساس بهذا الإرث.
ويرى متتبعون للشان المحلي في الموقف المعلن عنه من طرف حزب المصباح بمثابة قلب للطاولة على الوالي مهيدية، مفضلا الانسحاب والتنصل من مسؤولياته، تاركا الوالي وحيدا في وجه مطالب المجتمع المدني والساكنة الرافضة لإعدام حدائق المندوبية، وكأن العدالة والتنمية ليس هو الحزب الذي يسير جماعة طنجة بأغلبية مطلقة، وهي صاحبة المشروع وهي من منحت حق تدبير مرفق الركن لشركة صوماجيك، وقرارها حاسم في الموضوع.
ويبدو واضحا ان العدالة والتنمية، من خلال هذا البلاغ، إنما يؤكد حقيقة هذا الحزب الذي يضع نصب عينيه أصوات الناخبين، وانه غير مستعد للمغامرة بمستقبله الانتخابي، ولو تطلب الأمر التنصل من مسؤولياته والتنكر لالتزاماته، وتبخيس دور المؤسسات التي يرأسها.
وإلا كيف نفسر خروج الحزب، قبل أسابيع، بمواقف وتصريحات ينتقد فيها بلاغات الأحزاب الممثلة بمجلس المدينة الرافضة لإعدام حدائق المندوبية، متهما إياها بالتنكر لالتزاماتها حين كانت تسير المجلس خلال الولاية السابقة، معتبرة أن المشروع يندرج ضمن برنامج طنجة الكبرى، لكن اليوم وعندما تصاعدت وثيرة الرفض الشعبي للمس بهذا الفضاء، لم يجد حزب المصباح أي حرج في التنكر لمواقفه والتزاماته ومسؤولياته، واختار اللعب على الحبلين، فمن جهة الظهور بمظهر الحزب المدافع عن مطالب الساكنة، ومن جهة ثانية لجم صوت مجلس الجماعة التي يتحكم في دواليب تسييرها وكان لا علاقة لها بالملف، وهو ما يعني التخلص من هاته الكرة الملتهبة وإلقائها بين يدي الوالي مهيدية..