
محمد العمراني
لم تم سوى بضع ساعات على التصريحات التي أعلنها مولود أوخويا، والي أمن طنجة، في برنامج مباشر على أمواج إذاعة كاب راديو، زوال أمس السبت، عبر فيها عن نجاعة مقاربته الأمنية، التي جعلت من مدينة طنجة “مدينة آمنة”، حسب تصريحه دائما، حتى تعرض شرطي مساء ذات اليوم لاعتداء شنيع من طرف مجهولين بكورنيش مرقالة، حينما كان يزاول مهام الحراسة هناك، أشبعوه ضربا في مختلف أنحاء جسده، قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما تم نقل الشرطي إلى مستشفى محمد الخامس، حيث لا زال طريح الفراش في انتظار تماثله للشفاء.
وفور أخذه علما بالحادث، أصدر عبد اللطيف الحموشي تعليمات صارمة لفتح تحقيق في واقعة الاعتداء، وكشف ملابساته، والتسريع بعملية ملاحقة الجناة، قصد توقيفهم وتقديمهم للعدالة.
وبالعودة لتصريحات الوالي مولود أوخويا، الذي أصر على رسم صورة وردية عن الوضع الأمني بمدينة البوغاز، الذي يدعو إلى الإطمئنان، حسب تقديره، معتبرا مدينة طنجة “مدينة آمنة”، بسبب “نجاعة مقاربته الأمنية”، أكدت فعاليات مدنية متابعة للوضع الأمني بطنجة، في تصريح لموقع “طنجاوي”، عن استغرابها لما جاء على لسان والي الأمن، معتبرة الأمر لا يعكس الصورة الحقيقية للوضع الأمني بالمدينة، متسائلة هل لا يعرف السيد والي الأمن كم عدد السيارات التي تتعرض للسرقة بشكل يومي، وفي مناطق لا تبعد إلا بأمتار قليلة عن مراكز الشرطة؟!، وهل لا يدري السيد والي الأمن أن التجول ليلا بالأزقة الفرعية لأهم شوارع المدينة، بما فيها البولفار، أصبح عملية محفوفة بالمخاطر؟، ناهيك عن الأحياء الهامشية والناقصة التجهير، حيث العصابات تفرض قانونها على الجميع!، وهل يعلم السيد والي الأمن بطوابير الباحثين عن جرعات الهيروين، والأقراص الصلبة، التي تنتصب بشكل يومي في أحياء مبروكة، بير الشعيري وغيرها، دون أن تتدخل ولاية امن لتوقيف باعة السموم البيضاء والسوداء؟، وهل يعلم والي أمن طنجة أن محيط المؤسسات التعليمية صار مرتعا لتجار السموم البيضاء دون أن تطالهم الملاحقة الأمنية؟، وهل يستطيع والي الأمن أن يكشف عن قائمة بكبار تجار المخدرات القوية الذين تم توقيفهم؟، وهل يستطيع السيد والي الأمن أن يكشف حصيلة محاربته للممارسات المشينة التي تعرفها أوكار الشيشة، والتي تناسلت في عهده بشكل غير مسبوق، رغم الشكايات المتكررة للساكنة؟، وهل وهل؟؟؟…
يجب الاعتراف أنه منذ تعيين عبد اللطيف الحموشي على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني تحركت مياه كثيرة في مجاري جهاز الأمن الوطني، التي كانت قد وصلت حدا من التكلس بات يهددها بالاختناق، لكن الواقع لا يرتفع، والاستراتيجية الأمنية للمدير العام في حاجة إلى من هو مؤمن بها ليحسن تنزيلها، وهذا هو مربط الفرس السيد والي أمن عروس البوغاز!..