
طنجاوي – محمد كريم مبروك
“لقد فشلت قوى الاستبداد في تدبير مجالات الحياة العامة، بينما نجحت في خدمة مصالحها”، بهاته العبارات استهل عز الدين الناصيح كلمته التقديمية، باسم جماعة العدل و الإحسان، في الندوة السياسية التي نظمتها بطنجة، تخليدا للذكرى الثالثة لرحيل مرشدها عبد السلام ياسين، مضيفا أن جل المؤشرات العالمية لمعدلات التنمية تذهب إلى منح المغرب رتبا جد متأخرة و خاصة في مجالات حيوية كالتعليم و الصحة و العدل ، كما دعا ممثل الجماعة ما أسماه بالقوى الحية و الشريفة و الفضلاء الديموقراطيين بالبلد عامة و بطنجة إلى تشكيل جبهة تقود التغيير، عبر ميثاق جامع يمنح مشروعا حقيقيا للممانعة في وجه الاستبداد ، ليختم كلمته مستشهدا بالتنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير بطنجة و عملها المميز خدمة لأجندة التغيير المطلوب و الممكن، كنموذج عن هاته الوحدة المطلوبة

جمال العسري، الناشط النقابي و السياسي بالحزب الاشتراكي الموحد بطنجة، دعا، في معرض تدخله خلال هاته الندوة، أبناء الجماعة و قيادتها إلى ضرورة الوضوح في الأهداف السياسية، و تقديم نقد ذاتي حقيقي حول التجربة و المآلات الممكنة لأي تحالف ديموقراطي ممكن، من خلال الإعلان عن اصطفاف حاسم بين جبهتين: الأولى تجمع أنصار الديموقراطية و الثانية قوى المخزن.
أما عبد السلام البقيوي ، الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب و القيادي اليساري، فدعا بدوره إلى ما أسماه “جبهة وطنية للنضال الديموقراطي”، تجعل من خيار النضالي الديموقراطي، و مركزية الملكية البرلمانية، و محاسبة المتورطين بقضايا الفساد، و الانتهاكات الحقوقية بتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب، محددات برنامجها.
.jpg)
الباحث سعيد أقيور، وفي عرض له حول دور الشعوب و مسؤولية النخب في صناعة التغيير و قيادة التحرير، تناول أوضاعا رتبتها رياح الربيع العربي بالوطن العربي، و ما أفرزته من تحولات كانت فيها النخب تفتقد لمشاريع قمينة بقيادة الشعوب نحو التغيير، ليخلص أقيور إلى دعوة النخب لعقد مصالحات مع ذاتها و واقعها و الأخر، عبر حوار مسؤول لا خطوط حمراء تحد أفقه .
فيصل البقالي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد و الاصلاح، تمحورت كلمته حول توضيح مفاهيم النخبة، الشعوب، و مسألة التغيير الاجتماعي بمحدداتها الزمانية و الجماهيرية و الثقافية باعتبار أن المدخل للتغيير الاجتماعي يظل مدخلا ثقافيا معرفيا.
.jpg)