
تواصل دورة هذا العام من مهرجان “موازين إيقاعات العالم” إثارة موجة من الجدل والاستياء، في ظل انتقادات واسعة طالت الجوانب التنظيمية والفنية لتظاهرة كان يُفترض أن تُخلّد الذكرى العشرين لانطلاقتها، إلا أنها تحوّلت إلى محطة خيّبت آمال عدد من المهنيين والمتابعين.
ففي خطوة وُصفت بغير المتوقعة، أقدمت إدارة المهرجان على الاستغناء عن خدمات مخرجين مغاربة راكموا تجربة عالية في إخراج السهرات الفنية، وتم تعويضهم بأطقم أجنبية تم التعاقد معها استجابةً لشروط فرضتها الشركة التقنية المشرفة على الجوانب اللوجستيكية.
وأكدت مصادر مهنية أن هؤلاء المخرجين المغاربة، الذين تولوا الإخراج خلال الدورة السابقة بأجور اعتُبرت متواضعة مقارنة بتكاليف الأطر الأجنبية، تفاجؤوا هذه السنة بإقصائهم رغم مجهوداتهم واحترافيتهم، معتبرين ذلك تنكرًا غير مبرر للكفاءات الوطنية.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات جدية حول توجهات إدارة المهرجان، ومدى التزامها الفعلي بتشجيع الطاقات المحلية في وقت تزداد فيه دعوات المشتغلين في القطاع السمعي البصري إلى الحد من هيمنة الشركات الأجنبية وغياب معايير الشفافية في اختيار الطواقم التقنية.
ويأتي هذا المستجد ليُضاف إلى سلسلة من الاختلالات التي شابت هذه الدورة، بدءاً من الارتباك في البرمجة، مرورا بسوء التنظيم ومشاهد الفوضى خلال بعض السهرات، وصولاً إلى ما اعتُبر تجاهلاً للصحافة الوطنية، ما جعل من دورة 2025 نسخة باهتة، بعيدة عن وهج الاحتفال المنتظر بمسيرة مهرجان لطالما مثّل مرجعاً في حسن التنظيم والإشعاع الفني.