الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال شهد قطاع غزة منذ اندلاع الحرب سلسلة من عمليات استهداف الصحفيين، أسفرت عن مقتل مئات منهم، في واحدة من أكثر الحملات دموية ضد الإعلاميين في العصر الحديث، وفق إحصاءات محلية. وتؤكد منظمات دولية معنية بحرية الصحافة أن عدداً كبيراً من هؤلاء قُتلوا مع عائلاتهم داخل منازلهم أو أثناء عملهم الميداني، ما يشير إلى نمط متكرر من الاستهداف، رغم أن القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ينصان على حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين.
هذه الاستهدافات طالت صحفيين بارزين في غزة، بينهم من فقد أسرته في الغارات، ومن تعرّض هو نفسه لمحاولات اغتيال، وصولاً إلى مقتل عدد من الطواقم الإعلامية خلال التغطيات الميدانية، كان آخرهم صحفيون في شمال القطاع ومدينة غزة، بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع. وبمقتلهم ارتفع عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم منذ بداية الحرب إلى 237، وفق إحصاءات فلسطينية محلية.
أنس الشريف، المعروف بتغطيته للأحداث في شمال القطاع، كان شاهداً مباشراً على مجريات الحرب، ناقلاً صور القصف ومعاناة المدنيين، خاصة خلال فترات الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والدوائية. ورغم التهديدات المباشرة، واصل عمله الميداني حتى اللحظات الأخيرة قبل استهدافه.
منظمات حقوقية دولية طالبت بفتح تحقيقات عاجلة وشفافة في استهداف الصحفيين في غزة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. كما دعت أطراف فلسطينية إلى تشكيل لجنة وطنية لتوثيق الانتهاكات وتقديمها للمحاكم الدولية، مع توفير آليات لحماية الصحفيين العاملين في الميدان.
رحيل أنس الشريف ومحمد قريقع وغيرهما من الصحفيين، ترك فراغاً كبيراً في المشهد الإعلامي، لكن الصور والمواد التي وثقوها ستظل شاهدة على الأحداث، لتؤكد أن الكلمة والصورة يمكن أن تبقى حية رغم محاولات إسكاتها.