مجتمع

عندما تصبح الهراوة اللغة الوحيدة المعتمدة لدى حكومة بنيكران

الأحد 14 أغسطس 2016 - 09:03

عندما تصبح الهراوة اللغة الوحيدة المعتمدة لدى حكومة بنيكران

طنجاوي – حسن الحداد

يبدو أن حكومة بنيكران اختارت استعمال الهراوات لغتها الوحيدة في حسم حوارها مع مطالب فئات الشعب المغربي. بالأمس فقط عاشت مدينة طنجة فصلا من فصول لغة القمع واستعمال القوة لإخراس الاحتجاجات، عندما تدخلت بقوة وعنف لمنع المسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها التنسقية الوطنية لخريجي المعاهد والمدارس  العليا للأساتذة وأطر برنامج الحكومي “10000 إطار”، (أفواج: 2014/2015/2016)، تفعيلات للبرنامج الاحتجاجي الذي تم إقراره، والمرتكز على نقل الاحتجاجات إلى مختلف مدن المملكة للتحسيس بحجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بمستقبل 10000 إطار من خيرة شباب هذا الوطن.

فعلى الرغم من سلمية الإنزال الذي نفذه حوال 700 إطار، الذين انطلقوا من ساحة مسجد السوريين، المجاورة للمحطة الطرقية، وسط طوق أمني مشدد، رافعين شعارات قوية منددة بسياسة القمع والعنف التي تنفذها حكومة عبد الإله في حقهم، فاضحين الوعود الكبيرة لرئيسها، معلنين تشبثهم بمطالبهم  المشروعة، ومواجهة حكومة لا  تحسن إلا سياسة إغراق المغرب بالديون، وهدر المال العام، واستهداف المدرسة العمومية، برمي الأطر إلى الشارع بعد تكوينهم، خدمة لأجندة لوبي التعليم الخاص، في وقت يعاني منه التعليم العمومي من الاكتظاظ، كأحد أهم معيقات جودة التعليم والمدرسة العمومية بالمغرب.

لكن الحكومة ووفاء منها للغة العصا، اختارت تطويق المسيرة السلمية عند وصولها إلى ساحة الأمم، لتقرر التدخل بعنف من أجل تفريق المسيرة، مخلفة العديد من الإصابات في صفوف المحتجين، تم نقل بعضهم لتلقي العلاج، في رسالة صارمة بمنع المسيرة من التوجه نحو سور المعكازين، أو تنفيذ الاعتصام الليلي الذي كان مقررا تنفيذه قبالة مقر أحد المركزيات النقابية.

ما وقع أمس بمدينة طنجة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الحكومة لم تعد تتقن إلا لغة القمع، كوسيلة وحيدة للتعاطي مع مطالب الفئات الشعبية، في انقلاب واضح على جميع التزاماتها المعلنة منذ تحملها مسؤولية تدبير شؤون المغاربة.