مجتمع

مهرجان اوربا الشرق يسدل الستار ببصمة خاصة بطنجة – فيديو

الثلاثاء 1 نوفمبر 2016 - 21:44

مهرجان اوربا الشرق يسدل الستار ببصمة خاصة بطنجة – فيديو

طنجاوي – انصاف المغنوجي

اختتمت يوم السبت المنصرم فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي، المهرجان الذي استطاع خلال 4 ايام أن يساهم في مد جسور التواصل الفني بين بلدان أوروبا وبلدانِ الشرق، مثلما ساهم بالترويج للثقافة المغربية عن طريق الأفلام المعروضة.

 الفيلم الفرنسي الجزائري للمخرجة نادية الحايك، التي استطاعت من خلال فيلمها“عائلتي بين أرضين” حاز ثقة لجنة التحكيم التي منحته جائزة ابن بطوطة للفيلم، والذي تدور أحداثه حول موضوع الهجرة وازداوجية الهوية بين الشرق والغرب كما يوثق العمل لرحلة فتاة قامت بها لزيارة والدها في الجزائر، وهي تعيش في فرنسا، معتمدة على سيناريو مليء بالأحداث المفاجآت الطريفة، الأمر الذي جعل الفيلم منافسا حقيقيا أيضا على جائزة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حيث ارتأت لجنتها أن تمنحه تنويها خاصا، وهو الأمر الذي اعتبرته المخرجة، التي لم تستطع أن تغالب دموعها، مفاجئا وغير منتظر، مهدية التتويج لعائلتها، فيما ذهبت جائزة “ابن بطوطة” لأفضل سيناريو للفيلم البوسني “ضباب سيربرينيتشا”، لمخرجه سمير ميهانوفيتش، وهو الفيلم الذي كان مفاجأة الدورة بامتياز، ليس فقط للطريقة التي تناول بها أسوأ مجازر القرن العشرين في أوروبا، والتي نفذها الصرب ضد المسلمين، بل أيضا لما يحفل به من إمكانيات على مستوى البناء وجودته التقنية العالية.

المغرب المضيف كان له ايضا حضور مميز في هاته الدورة حيث استطاع انتزاع جائزة إبن بطوطة لأحسن إخراج ، من خلال الفيلم “رجاء بنت الملاح” للمخرج عبد الإله الجوهري، والذي يحكي قصة فتاة مراكشية تعيش حياة مهمشة شاركت في فيلم فرنسي، لتتمكن سنة 2003 من الظفر بجائزة مهرجان مراكش ثم جائزة مهرجان البندقية، ما جعل أحلامها تكبر آملة في أن تنقلها السينما إلى حياة أخرى، لكن هذا الحلم ما فتئ أن تحول إلى كابوس بعد أن أغلقت أبواب المخرجين في وجهها، كما قاطعتها عائلتها التي عارضت مشاركتها في الفيلم.

كما ظفر الفيلم الفلسطيني “طائر الشمس” لمخرجه عائد نبعة على جائزة ابن بطوطة للتفرد، ويتطرق الفيلم لطائر الشمس ذي القيمة المعنوية الكيرة في فلسطين، والذي يرمز للحرية، ونقشت صورته على طوابع بريدية رسمية وزعت في مختلف دول العالم، فيما حرم الفلسطينيون من ذلك لأنه لا يوجد بريد رسمي في فلسطين.

بشهادة الجميع جمهورا ولجنة تحكيم ومشاركين استطاع مهرجان اوربا الشرق، من خلال هذه الدورة الاستثنائية، أن يبصم لنفسه مكانة خاصة بعروس الشمال، كما استطاعت التظاهرة  إرساء الحوار بين الثقافات من خلال أفلام وثائقية تتوخى تغيير الصور النمطية، ونقل رسائل السلام والتسامح، وأيضا تكريس دور المغرب كأرض للقاء والتقارب، وكملتقى للحضارات وجسر حضاري يربط بين أوروبا والشرق.

وشهد الحفل لحظات مميزة ومؤثرة عندما وقف الجمهولر الذي غصت به جنبات المركز الثقافي “أحمد بوكماخ” في لحظة اعتراف وتكريم للإعلامية المغربية أمينة السوسي، التي اشتهرت ببرامجها الاجتماعية والخدماتية بإذاعة طنجة، وهو التكريم الذي كان له طعم خاص، لتزامنه مع عيد ميلادها، وأيضا بالنظر لحضور زوجها ورفيق دربها الإعلامي خالد مشبال، وإلى جانبها تم تكريم الإعلامي محمد البوعناني، الذي ارتبط اسمه كثيرا في التلفزة المغربية ببرامج المسابقات والبرامج التي لها علاقة مع البحر، وهي اللحظة التي لم تخل من الحس المرح المعهود في البوعناني، والذي تمنى أن لا يفارق الحياة إلا وهو يحمل المكروفون ويقف أمام الكاميرا”، وإلى جانبهما تم تكريم الإعلامي الفلسطيني نبيل العتيبي، مدير الإنتاج السابق بشبكة الجزيرة، هذا الأخير الذي اعتبر التكريم ترسيخا لحب المغاربة لفلسطين وحبه هو شخصيا لطنجة.