مجتمع

يوميات سجين اسباني.. “بعلب السجائر قد تحصل على أفضل الزنزانات بسجن طنجة”

الأربعاء 20 يونيو 2018 - 13:57

يوميات سجين اسباني.. “بعلب السجائر قد تحصل على أفضل الزنزانات بسجن طنجة”

طنجاوي- غزلان الحوزي


نشرت صحيفة “إل كونفدنثيال” الاسبانية، يوم الاثنين الماضي، يوميات مهرب مخدرات ينحدر من إقليم الباسك قضى فترة في سجن طنجة المدني حيث كتب يومياته التي انفردت الصحيفة في نشرها حصريا.

يقول السجين إدواردو “أ” البالغ 47 سنة والذي تمت إدانته سنة 2010 بقضاء ثمانية أشهر سجنا بسبب عبوره المضيق حاملا اثني كيلو من المخدرات خلال رحلته السابعة  عندما تم ضبطه بميناء طنجة قائلا ” إنه في سجن طنجة  يحصل السجناء على الامتيازات فقط بدفع علب ” مارلبورو”  ومقابل هذه السجائر يمكن الحصول على أفضل الزنزانات وتلفاز جديد وهاتف أو حتى سكين. وأنه خلال مدة عقوبته قام بإرشاء ثلاثة حراس مختلفين بعلب السجائر بغية تفادي الرقابة عليه وتسليم ذويه أوراق يومياته التي غلب عليها طابع الشعور بالذنب والتوق إلى الخلاص في 462 صفحة كتبها بدون فقرات وبخط  يدوي جميل حسب الصحيفة.

وفي اتصالها مع “ال كونفدنثيال” تأسفت أخت السجين الذي قالت عنه إنه لم ينشأ في أسرة مفككة وأنه تلقى تربية حسنة،  محبوب لدى الناس ولا تعرف سبب ضعفه أمام المخدرات التي جعلته يختفي دون ترك أثر.

يعترف السجين بمرارة في إحدى صفحات يومياته ” فعلت أشياء لم أتخيل القيام بها حتى في أسوأ كوابيسي وكل ذلك بسبب المخدرات، كنت إدواردو العبقري، أملك عائلة رائعة وكان لدي عمل أجني منه المال الكثير وأصدقاء لا مثيل لهم …كان وقتا صعبا عندما أصبحت مفلسا، فجائني اقتراح في أن أصبح “حمالا” للمخدرات بين المغرب وإقليم الباسك” .
فعلى الرغم من أن السلطات تطارد الطائرات الصغيرة و الزوارق المزودة بالمحركات السريعة  فمازالت هناك شبكة تهريب صامتة تنشط في توظيف الأفراد لنقل المخدرات المتواجدة في مخازن شمال إفريقيا إلى أوروبا مثل حال إدواردو الذي كان يربح مبلغ 1500 يورو مقابل حمل اثني كيلو من الحشيش مع دفع تكاليف الإقامة والسفر حسب ذات الصحيفة.
كان رقمه في السجن 76624 مكتوب بالمداد على معصمه، كلما نظر إليه تذكر مروره بسجن طنجة “في غرفة مساحتها ستة أمتار لستة أشخاص وسريرين في طابقين،  ننام في الأرض والصراصير تمر فوق أوجهنا،  فئران بحجم القطط، القذارة في كل مكان، وحمام بصنبور ماؤه بارد حتى الأكل والتطبيب يجب أن ندفع تكاليفه من مالنا”.
وقتها كان السجين الباسكي يتلقى مساعدة الحكومة الاسبانية التي ترسل إلى سجنائها في الخارج مبلغ بحسب الوضعية الاقتصادية لكل سجين، وفي حاله، كان يتلقى 100 يورو مبلغ يجعله يعيش في الرفاهية مقارنة مع رفاقه السجناء المغاربة.
يقول “هناك قام بشراء هاتف نقال من أحد السجناء السلفيين مقابل علبتي ” مارلبورو”  كما حصل على سكين مكنه إياه أحد الحراس، إذ قام بحفر مكان في أسفل حدائه الرياضي من أجل إخفاء الهاتف، هكذا قضى مدة ثمانية أشهر في سجن حيث تمكن من كسب ثقة الجميع فقط  بإعطائهم علب ” مارلبورو” قبل أن يعود إلى موطنه الأصل وتلقي العلاج من إدمان المخدرات  بعدما كان يحفر قبره بيده.