أخبار سياسية

تسريع وثيرة تنمية الريف يضع “قادة” الحراك على محك الحقيقة

الثلاثاء 4 أبريل 2017 - 13:51

تسريع وثيرة تنمية الريف يضع “قادة” الحراك على محك الحقيقة

محمد العمراني

انخرطت وزارة الداخلية في ديناميكية تواصلية غير مسبوقة بإقليم الحسيمة، ارتكزت بالأساس على الاستماع المباشر لأبناء المنطقة لوضع اليد على الاعوجاجات والاختلالات، التي تعتري مفاصل مختلف الإدارات والمصالح الخارجية بغية تقويمها.  

وضمانا لنجاعة هاته الاستراتجية التواصلية، التي جاءت تنفيذا لتعليمات ملكية صارمة بضرورة التجاوب مع المطالب التنموية والاجتماعية لساكنة الريف،  كان لا بد من ضخ دماء جديدة في شرايين الإدارة التربية، حيث تم إعفاء عامل الإقليم، ومعظم رجال السلطة من باشوات وقواد، بل امتدت سلسلة الإعفاءات إلى قطاع الصحة، الذي كان يتصدر انتقادات الساكنة، لتشمل المدير الإقليمي للوزارة، ومدير مستشفى محمد الخامس بالحسيمة.

بالموازاة مع ذلك، تم الإعلان عن الجدولة الزمنية للشروع في تنفيذ مشاريع تنموية بقيمة تناهز 400 مليار سنتيم، 70 في المائة  منها ستنطلق في غضون هاته السنة، وتهم بالأساس تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية، وتهيئة الإقليم لجعله جاذبا للمستثمرين الخواص. كما باشر كل من محمد اليعقوبي، والي الجهة، ومحمد فوزي، المفتش العام لوزارة الداخلية، المكلف بتدبير شؤون إقليم الحسيمة مؤقتا، جولات ميدانية، وعقدا حوارات مباشرة مع شباب المنطقة، والعديد من لجان “الحراك الشعبي”، كانت فرصة حقيقية للإنصات إلى مطالب الساكنة، ولاستيعاب الأعطاب التي تعوق تنمية المنطقة. الأمر الذي مكن من إيجاد حلول لبعض المشاكل الاجتماعية، التي عمرت طويلا، فعلى سبيل المثال تم التوصل إلى اتفاق مع عشرات العمال، ضحايا شركة     “TGCC” بمنطقة صفيحة، أفضى إلى إعطائهم الأسبقية في التشغيل بالمشاريع المزمع إطلاقها في الأيام القليلة المقبلة، كما تم توقيع محضر تفاهم  مع لجنة الحراك الشعبي لمنطقة “تماسينت”، تضمن جدولة زمنية لتنزيل المطالب التنموية والاجتماعية لأبناء المنطقة، فيما لازال الحوار مفتوحا في أكثر من منطقة من مناطق إقليم الحسيمة.

وإذا كانت جميع المؤشرات تؤكد أن الحوار الجدي الذي تباشره الإدارة الترابية مع أبناء المنطقة قد بدأ يعطي النتائج المرجوة منه، والتي لن تكون إلا في صالح الساكنة، فإن الكرة الآن في مرمى البعض من “قادة الحراك”، الذين لا طالما اختبأوا وراء مطالب اجتماعية وتنموية، ذلك أنهم اليوم أمام محك حقيقي، إذ ليس لهم من خيار سوى الانخراط في هاته الدينامية التي تعرفها منطقة الريف، والمساهمة في إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية التي تصدرت شعارات المتظاهرين، وأي تنصل منهم، أو محاولة لنسف هذا التواصل المثمر والبناء، سيسقط عنهم ورقة التوت الأخيرة، وسيؤكد تهمة ارتهانهم لأجندات أجنبية و خدمة مصالحهم الضيقة،  وحينذاك على الجميع أن يتحمل مسؤلياته، لأن الوطن أبقى…