
محمد كويمن
كل من يزور مستشفى محمد الخامس، يتمنى لو تتوقف الأشغال بجميع أوراش مشاريع طنجة الكبرى، ويتم التعجيل بإنجاز مستشفى يليق فعلا باسم طنجة الكبرى، ويتمنى أيضا لو تمنح جميع فرص مناصب الشغل بالمرافق العمومية للأطباء والممرضين، لسد هذا الخصاص الذي يتحدثون عنه في الموارد البشرية لقطاع الصحة العمومية، ويرجو فقط تجاوز تبريرات هذا العجز القاتل من خلال تخصيص فترة استثنائية مؤقتة من أجل الاهتمام بهذا الموضوع بجدية، وبعدها نواصل المشوار على الأقل ونحن بصحة جيدةفي متابعة باقي الأوراش الكبرى..
لا يتقبل سكان طنجة والمناطق المجاورة لها، وكل “زبناء” هذا المستشفى “الجهوي”، استمرار الحال على ما هو عليه، بعدما طال انتظار وعود الإصلاحات من مسؤول إلى مسؤول، لدرجة أن صار المستشفى بدوره يفتقد لقاعة الانتظار، لأن الانتظار أصبح سرا من أسرار العلاج الغامضة، لا يعلمها إلا من ذاق قساوة العجز وألم المرض، وطبعا لم يعد ممكنا تحمل المزيد من جرعات الانتظار، والاكتفاء بمهدئات الترقيع في مواجهة مشاكل تتجدد من جيل إلى جيل، دون أن يلوح في الأفق القريب ما يخفف معاناة المرضى ويعيد النظر في ظروف اشتغال الأطر الصحية بالمستشفيات، العمومية بالصفة، فالأمر تخطى كل الحدود ولم يعد يحتاج إلى إشعار بالخطر، بعدما تعايش مع الخطر، ويترقب المجهول في صمت مشبوه..
ويتساءل أهل المدينة، لماذا لم يتحرك الوالي، كعادته في حرصه الكبير على إنجاز مشاريع أنفاق طنجة قبل موعدها، ليستعجل إصلاح ما يمكن إصلاحه بمستشفى محمد الخامس، ويساهم من موقعه في إعادة الحياة إلى المستوصفات المهملة بمختلف الأحياء، كما يبقى الاستفهام أيضا حول دور المجالس المنتخبة في ممارسة اختصاصاتها بشكل عميق ومؤثر، كقوة ضاغطة تقاوم بكل إمكانياتها المتاحة من أجل إخراج قطاع الصحة بالمدينة من وضعه المأساوي، وطرق كل الأبواب في سبيل الإسراع بإنجاز مشروع المستشفى الجامعي في أقرب الآجال؟.
لكن إذا كانت الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، فإن مستشفى محمد الخامس كعنوان لواقع الصحة العمومية بالمدينة بل وبالجهة ككل، يبقى وصمة عار على جبين المسؤولين لا يراها إلا ضحاياهممن المرضى المعوزين، الذين يتألمون أكثر من “الحكرة”..