
توافد الحجاج صباح الخميس إلى جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، وسط درجات حرارة مرتفعة دفعت السلطات السعودية إلى حثهم على البقاء داخل الخيام خلال ساعات النهار الأكثر حرارة.
ورغم التحذيرات الرسمية من التعرض المباشر للشمس خلال ذروة الحر، اختار عدد من الحجاج الصعود إلى الجبل أو التجمع عند سفحه، حاملين مظلات ملوّنة تقيهم أشعة الشمس الحارقة. ووزعت الجهات المختصة أكياس الثلج على الحجاج المتجهين نحو الجبل، حيث استخدمها البعض لتبريد رؤوسهم أثناء السير.
وبدأ الحجاج في التجمع على صعيد عرفات منذ ساعات الفجر الأولى، على بعد نحو 23 كيلومترًا من الحرم المكي، لقضاء يومهم في الدعاء وتلاوة القرآن حتى غروب الشمس، قبل التوجه إلى مزدلفة للمبيت استعدادًا ليوم النحر.
وقدّرت وزارة الحج عدد الحجاج هذا العام بأكثر من مليون ونصف المليون مسلم، جاءوا من مختلف بقاع العالم. وعبرت الحاجة المصرية إيمان عبد الخالق عن فرحتها، قائلة إنها كانت تحاول الحج منذ عشر سنوات، فيما قال الحاج الباكستاني علي إنه يحلم بهذه اللحظة منذ ثلاث سنوات.
وبلغت درجات الحرارة في مكة والمشاعر المقدسة 42 درجة مئوية، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار تحذيرات من الإجهاد الحراري، ناصحة الحجاج بتفادي تسلق المرتفعات، وشرب كميات كافية من الماء، واستخدام المظلات الواقية.
وبدأت الفرق الصحية في رصد حالات إجهاد حراري خلال النهار، بينما كثفت السلطات السعودية جهودها الوقائية، مستفيدة من دروس العام الماضي حين توفي أكثر من 1300 حاج بسبب موجة حر قاسية.
ولمواجهة التحديات المناخية، وفّرت الجهات المختصة مراوح برذاذ الماء، ووسعت المساحات المظللة، ودفعت بآلاف الكوادر الطبية، ونشرت أكثر من 400 وحدة تبريد، مع تعزيز إدارة الحشود بفضل تقنيات حديثة.
وفي إطار تنظيم الموسم، حشدت السعودية أكثر من 250 ألف موظف من أكثر من 40 جهة، وشددت إجراءاتها ضد الحجاج غير النظاميين، عبر عمليات مراقبة وتوعية وتنفيذ حملات تفتيشية.
ويُعد موسم الحج مصدر دخل رئيسي للمملكة، إذ تساهم هذه الشعيرة الدينية في دعم الاقتصاد الوطني من خلال الخدمات التي تقدم للملايين من الزوار سنويًا.