
طنجاوي
قال رئيس جهة طنجة تطوان الحسمية، إلياس العماري، في كلمة افتتاحية أمس الخميس، خلال الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة الذي تحتضنه هذه السنة مدينة العرائش إن الحفاظ على التراث، بمختلف تجلياته وتوظيفه في الاتجاه الصحيح، لا يحفظ فقط ذاكرة الشعوب والحضارات ليجعل حاضرها ومستقبلها امتدادا لإنجازات و تراكمات الماضي، وإنما هو أيضا رأسمال مادي ورمزي تتوارثه الأجيال، وإذا أحسنت الحفاظ عليه وتوظيفه في الإتجاه الصحيح، فإنه يصبح مصدر ثروة مادية تعود منافعها على المواطنين.
ودعا العماري إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الرائدة للنهوض بمآثرنا التاريخية العريقة، وتعبئة الموارد المادية، ليس فقط لعقد الاجتماعات وتنظيم المناظرات والقيام بأبحاث علمية، وإنما لترميم الآثار وتهيئة المدن العتيقة وتدوين وتثمين تراثنا الشفوي؛ وأيضا لفتح المزيد من المعاهد الفنية والمتاحف التراثية والمسارح في جميع الأقاليم، وذلك بالنظر إلى السبق الذي حققته هذه الدول في جعل المآثر التاريخية والأحياء العتيقة والمتاحف والموسيقى العريقة وغيرها، مصدر إنتاج للثروة وإنعاش لفرص الشغل ومساهمة في رفع نسب النمو.
هذا ووقف رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة على حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس إزاء ما ينتظره من أوراش مهيكِلة في مجال تثمين التراث بمختلف أجناسه داخل تراب الجهة، مؤكدا “على أن تعبئة الموارد المالية للنهوض بالتراث ليست فقط هي المطلوبة للنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة، وتحويل تراثنا المادي واللامادي إلى منارة لجذب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم، وإلى رافعة للمساهمة في التنمية وفي إنتاج قيمة مضافة؛ وإنما النجاح في هذا المجال لن يكونَ مضمونا ما لم يكن مسنودا بالحكامة وحسن التدبير. والنجاح يتطلب، أيضا، تجنيد الكفاءات والخبرات الوطنية المتخصصة في المجال، واستثمار الأبحاث العلمية والأكاديمية التي تم إنجازها من طرف جامعاتنا”.
جدير بالذكر أن الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة الذي تحتضنه مدينة العرائش تنظم أيام 27 و28 و29 أبريل 2017 تحت شعار :”التراث المستدام : التمويل و الحكامة”.