أخبار سياسية

هل ذهب أستاذ كلية العلوم بتطوان ضحية مؤامرة طالباته؟؟

الإثنين 1 مايو 2017 - 17:05

هل ذهب أستاذ كلية العلوم بتطوان ضحية مؤامرة طالباته؟؟

طنجاوي

إذا كانت لحرية الكتابة والنشر على الشبكة العنكبوتية إيجابياتها الكثيرة في إعطاء المواطنين حرية أكبر للتعبير عن همومهم ومشاكلهم ، فهذا لا ينفي خطورة استعمالها إذا سقطت في يد مشاكسين ومنتقمين وعدوانيين وجهلة، لتتدرج سموم افتراضية فتاكة إلى يد عاطلين متطفلين على الصحافة، والذين لا يحترمون مبادئها من تجار لا يكلفون أنفسهم عناء قراءة المقالات التي ينسخونها نسخا، ملقين عبر الحائط تحليل محتواها بموضوعية وشفافية لفهم ما تحمله ما بين سطوره وتحتها، ومدى جديتها، للأسف، عندما يظهر مقال مهما كان سخيفا يحمل كلمات رنانة مثل ” فضيحة مدوية” في الساحة الإعلامية، ينقض عليه المتاجرون بسمعة الناس ليستعملوه كعصا سحرية في جلب الزوار والمشاهدين ورفع عددهم، لا يهمهم عاقبة حكمهم المتسرع الذي كونوه من خلال قراءة العنوان فقط، على حياة ومستقبل أشخاص لا يعرفونهم بما فيه الكفاية ، حينما يؤكدون بتقاعسهم عن الإنتقال إلى محل سكنى ضحايا الهجومات الافتراضية كي يسألونهم عن موقفهم ويسمعون دفاعهم عن نفسهم ويتفحصون حججهم بموضوعية، كما يفعل الصحافيون المحترفون في الدول التي تحترم فيها مهنة الصحافة. للأسف، عجز الصحافيون المبتدؤون عن التنقل من محل سكناهم إلى محل إقامة المتهم ، ضحية الإتهامات الإنتقامية ، للإستماع إليه وإعطائه الفرصة للتعبير عن موقفه والدفاع عن نفسه، وحكموا على أستاذ لا يعرفون عنه أكثر من ما خططت أيادي طالبة لا نعرف خلفيتها واتجاهاتها ونواياها، كونوا عنه صورة سوداء نقلوها لقرائهم ومشاهديهم من خلال كلمات وصور مفبركة صنعت بأيادي أطفال كبار يلعبون لعبة قذرة بالتقنيات الحديثة لبرنامج “الفوتوشوب” المعروف والذي برمجه مهندسوه الأذكياء لأجل استعمالات حضارية تنفع الناس لا أن تضرهم، للأسف،وصلت التقنيات العلمية الحديثة إلى شعبية لا تتصور بحيث أن عمليات بسيطة لطفل من أطفال هذا الجيل أمام الحاسوب قد تشكل أبعادا خطيرة على مستقبل الناس وسمعتهم ولو أن مصدر هذه التهم لا يغدو أكثر من إشاعات وكذب وخرافات ، الكل يتساءل لماذا لم تلجئ ضحايا الأستاذ الافتراضيات إلى إدارة الكلية؟ لماذا لم تلجئ هؤلاء الفتيات للوسائل القانونية مباشرة لو كان لديهن حجج يمكن أن تقنع القضاء؟ ترى أين هم أولياء أمورهن؟ شهادات واضحة من فم ضحايا تظهر وجوههم مرفوقات بذويهن، وليس ضحايا افتراضيين لفتيات لا يوجد لهن أثر على أرض الواقع، بالتأكيد سوف تضع حدا لكل مستهتر بالقانون ولو كانت في يديه سلطة إنجاح أو ترسيب الطلبة كما يدعون. أصبح استعمال أليات وتقنيات فبركة الصور سهلة لدرجة أن أي شخص يمكنه اخذ صورة من فيديو معين وإلصاق صورة الضحية. فإذا تمعنا في الصور الأقبح في الإتهام سنرى أنها ذات جودة ضعيفة جدا يظهر فيها رأس الأستاذ من الجانب الأيمن ملصق وهو في حجم أصغر بكثير من جسد الشخص في الصورة. كما نلاحظ خطوطا ولمسات ريشة المفبرك حول رأس الضحية لمحو علامات اللصق بشكل غير محترف وغير مقنع إن نحن ركزنا نظرنا بجدية إلى الصورة. كذلك إن نحن ركزنا على وجه المرأة على الصورة فبالتأكيد سوف نقتنع بأنها ليست إمرأة مغربية أو عربية وليست في عمر الطالبات، وصور وفيديوهات مثل هذه النساء المحترفات للدعارة يملؤون مساحات هائلة على الأنترنيت …. كما أن الحوارات التي استعملت كلها لا تحمل أي تأكيد على هوية الشخص المتحاور معه، ولا نرى من الأسماء إلا ما يتخيل لنا…ولن يثق بها إلا من امتلئ قلبه بالحقد على الناس وتمنى الانتقام منهم لحرمانه وجوعه الروحي والأخلاقي الذي ليس لديهم يد فيه.. ونحن في هذه الفترة من السنة الدراسية الحرجة، وبعد الإطلاع على أوراق الامتحانات النهائية، من المؤسف أن يصل الأمر بمنتقمين من الحاصلين والحاصلات على نقط ضعيفة إلى تصرف إجرامي بهذا الشكل عوض القيام بمجهودات أكثر في التحصيل والدراسة. أصل الموضوع جاء من اتهامات قامت بها طالبة سابقة كما تدعي، كتب وراءها كاتب لينسخ مقاله بجملة رنانة مثل “استفاقت مدينة تطوان على فضيحة” يعرف رجال التعليم جيدا أن في الزمن الرديء الذي وصل فيه ضعف مستوى بعض الطلبة الذين اعتمدوا على الغش والنقل والتسول الإعتباطي للحصول على النقط طول حياتهم، حين يجدون أستاذا صارما يتخذونه عدوا لذوذا وقد يحاربونه بشتى الوسائل قد تصل إلى تلفيق تهم بهذا الحجم. الحمد لله أن عدد هؤلاء الطلبة ليس مرتفعا بالشكل المروع الذي قد يتخيله البعض بحيث أن هناك الكثير من الطلبة النزيهين مثل ما هناك من الأساتذة النزهاء. لن يصدق من يعرف الأخ الأستاذ الواقف في قفص الاتهام حق المعرفة الافتراءات والادعاءات الرخيصة التي نشرت بحقه، الأستاذ المذكور أستاذ نشيط يحبه الكثير من طلبته، وله أبناء يحبهم ويحبونه وينتمي إلى أسرة من أصل ريفي معروفة جدا بطنجة، وعلى سبيل الاستئناس نشير أن الأستاذ أنشأ ناديا سينمائيا بالكلية وعرض فيه وناقش العديد من الأفلام الهادفة، كما استضاف العديد من المخرجين، وقد سبق له أن أخرج أفلاما ويعرف الكثير حول تقنيات التصوير ولا يمكن أن يسمح لنفسه في سنه ومستواه الثقافي والمعرفي والاجتماعي أن ينزل إلى مستوى الإباحية الساقطة التي أراد خصومه وأعدائه إسقاطه فيها. جميع من يعرفون الأستاذ عن قرب وعاشروه لعشرات السنين يؤكدون أن ما لفق له هو مجرد كذب وبهتان وافتراء نتمنى أن تقول العدالة كلمته فيه، والقانون واضح في هذا الشأن والذي له الكلمة الأخيرة في شأن ناشري الإرهاب والعنف الذي يمس بسمعة الناس بدون حجج منطقية سليمة ومقنعة…والحق فوق الجميع والله مع من نطق به.

حسن المطيري

كاتب صحفي