مجتمع

حرب كورونا.. الجيش الأبيض المغربي يخلد يومه العالمي

الأربعاء 13 مايو 2020 - 10:33

حرب كورونا.. الجيش الأبيض المغربي يخلد يومه العالمي

طنجاوي –يوسف الحايك
على غرار زملائهم حول العالم، يخلد الممرضون المغاربة نساء ورجالا يومهم العالمي الذي يصادف 12 ماي من كل سنة.

وبمشاعر الأمل والعزيمة ونكران الذات التي تخلو من خوف وإحباط أحيانا يحتفل الجيش الأبيض في وهو في الصفوف الأولى للحرب على جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

كابوس !

“كانت رحلتي بمصالح العزل بالأيام الأولى شبيهة بكابوس حقيقة، كل يوم ترى عدد إصابات في تزايد، والمستقبل القريب يوحي بمزيد من الحالات”، هكذا يلخص ياسين بوراص، ممرض متخصص في الصحة النفسية والعقلية بمستشفى الرازي بتطوان تجربة انخراطه تطوعا في قسم علاج مرضى فيروس كورونا (كوفيد 19) بالمستشفى الاقليمي سانية الرمل بتطوان.

ويشرح بوراص لـ”طنجاوي” دوره بكونه يتمثل في ارتداء اللباس ووسائل الحماية بشكل دقيق تماشيا مع التنزيلات على شكل فيديو الخاص بوزارة الصحة، إلى جانب تزويد المرضى بالوجبات الغذائية، والدواء، تماشيا مع المذكرات الوزارية الموضوعة بهذا الخصوص وتحت إشراف الطبيب المعالج.

كما يعمل على المراقبة الفيزيائية للمريض عبر قياس الضغط الدموي والحرارة، دقات القلب… وغيرها.

تضامن وتضحيات

في المقابل، يصف أسامة بالة، الممرض بمستشفى الحسن الثاني بالفنيدق الذي تطوع بوحدة كوفيد 19 بالمستشفى الاقليمي سانية الرمل بتطوان تجربة تطوعه هو وزميلان له في مواجهة الجائحة بـ”الرائعة”.

وقال بالة، في تصريح لـ”طنجاوي” إن هذه السنة وفي ظل هذه الجائحة، ظهر الدور الحقيقي للمرضين بالمستشفيات والتضامن ولحمتهم وغيرتهم على هذا الوطن.

ولا يخفي أسامة اعتزازه بما أبان عنه الممرضون وجميع الأطر الصحية من غيرة على المستشفى العمومية وهو “ما لم نكن نتوقعه والكل يقدم الغالي والنفيس والتضحية، بعيدا عن الأجواء الأسرية والعائلية في هذا الشهر الفضيل”.

ويأمل المتحدث ذاته في استقرار الوضع بأن يقضي العيد رفقة أسرته لاسيما و”نحن شهر ونصف بعيدون عن أسرنا”،

كما يتمنى أسامة بالة بأن “نخرج بدروس من هذه الأزمة وفي مقدمتها إيلاء الأهمية للمنظومة الصحية وتطويرها”.


مخاوف !

من ناحيتها، لا تتردد ليلى الصالحي الممرضة بقسم كوفيد بمستشفى الدوق دي طوفار بطنجة في الافصاح عن أن ما يؤرقها إلى جانب زملائها من الأطقم التمريضية والصحية ككل هو “عدم التزام الناس بالحجر الصحي”.
وتقول الصالحي في حديثها لـ”طنجاوي” “نحن بقينا نعمل دون أمل في الأيام المقبلة لأننا لا نرى استقرارا في الحالات، والأمور غير مستقرة وقد ضقنا ذرعا”.

وتزيد قائلة “نعاني من عدم التزام الناس، ونحن كأمهات وممرضين لم نعد نقدر في التفكير مما هو آت”.

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها بالمناسبة أن 80 في المائة من العلاجات الموجهة للمرضى بفيروس كورونا يقدمها الممرضون، وهو ما يؤكد ـ بحسب المنظمة الأممية ـ دورهم الأساسي في رحلة العلاج ويجعلهم، في ذات الآن، الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

خصاص

بالمقابل، سجلت منظمة الصحة العالمية، أن العالم يحتاج إلى قرابة ستة ملايين عامل إضافي في مجال التمريض، في ظل تفشي جائحة كورونا.

وكشفت المنظمة في تقرير لها ،عن وجود نحو 28 مليون ممرض وممرضة محترفين ممارسين في العالم.

ونبهت المنظمة إلى أنه على الرغم من ارتفاع عددهم بين سنتي 2014 و2018، بنحو 4,7 ملايين ممرض وممرضة، إلا أنه “لا يزال هناك نقص بواقع 5,9 ملايين”.

وأوضحت المنظمة أن هذا النقص يتركز خصوصا في أكثر الدول فقرا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن “الممرضين والممرضات هم الركيزة الأساسية للأنظمة الصحية، والعديد منهم يجدون أنفسهم في طليعة التصدي لجائحة كوفيد-19”.

شهداء الواجب

من جانبه، قدر المجلس الدولي للممرضين والممرضات، أن ما لا يقل عن 90 ألفا من العاملين في المجال الصحي في شتى أنحاء العالم مصابون بفيروس كورونا.

وأحصى المجلس في بيان أكثر من 260 ألف وفاة في صفوف الأطقم التمريضية.
ودعا المجلس السلطات إلى توفير المزيد من الأدوات الوقائية لمنع انتشار الفيروس بين العاملين الصحيين والمرضى.