أخبار سياسية

الحسيمة.. قمة النذالة والحقارة أن يتاجر البعض بمأسي الساكنة

الجمعة 18 أغسطس 2017 - 17:03

الحسيمة.. قمة النذالة والحقارة أن يتاجر البعض بمأسي الساكنة

طنجاوي

عندما ينفضح أمر المتاجرين بشعارات الدفاع عن “المظلومين” أمام الشعب، وتنكشف طينتهم الحقيقية عارية من كل المساحيق، فإنهم لا يتورعون عن الإتيان بأي فعل، حتى ولو تطلب الأمر التحالف مع الشيطان، و الدوس على ما تبقى من ذرة أخلاق ربما  قد تكون كامنة في أعماقهم، معتقدين أن ذلك هو السبيل الوحيد للاستمرار في  خداع المواطنين.

فصديقنا المحامي، وبعدما انكشف أمره بإقليم الحسيمة، وبات عاجزا عن إقناع ولو مواطن واحد بتوكيله للدفاع عن قضاياه، لم يجد بدا من اللجوء لخدمات (ع.و) أحد أشهر النصابين بالمنطقة، خاصة وأن مهنة السمسرة التي يتعاطاها منذ مدة، جعلت منه خبيرا في الإيقاع بضحاياه، خاصة بالحسيمة و بوكيدارن و إمزورن.

هذا النصاب نجح في إقناع العديد من تجار الإقليم أنه بصدد جمع التبرعات لفائدة زوجة الراحل عبد الحفيظ الحداد، الذي وافته المنية صبيحة يومه الجمعة، متأثرا بمرض الربو المزمن. و هكذا تمكن هذا المخادع من جمع مبالغ مالية محترمة، مستغلا تعاطف المحسنين مع الحالة المزرية لأسرة الراحل، إيمانا منهم أن ما قاموا به صدقة يبتغون بها التقرب لله عز وجل.

لكن جينات النصب المتغلغلة في خلايا دم هذا النصاب دفعته للاحتفاظ بتلك الأموال لنفسه، دون أن يرف له جفن وهو يعلم أن أسرة الراحل في أمس الحاجة لكل درهم قد يخفف عنها بعضا من محنتها.

باقي فصول الفضيحة ستنكشف بعدما تمكنت عناصر الشرطة من اعتقال هذا المخادع، عشية أمس، حيث اتضح أن الموقوف مطلوب على ذمة مجموعة من قضايا النصب والاحتيال وخيانة الأمانة، وأنه موضوع عدة شكايات لدى مصالح الشرطة والدرك الملكي.

وبات مؤكدا أن التحقيق الذي تباشره الشرطة القضائية مع هذا النصاب، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، سيميط اللثام عن حقيقة هذا النصاب، وطبيعة علاقته مع العديد من الجهات التي تقدم  نفسها مدافعة عن “حراك الحسيمة”.

انكشاف هاته الفضيحة وضعت من جهة أولى صاحبنا المحامي أمام مأزق كبير، حيث بات مطالبا بالكشف عن تفاصيل علاقته المتشعبة مع هذا النصاب، ومن جهة ثانية كشفت الدرك الأسفل الذي انحدر إليه صاحبنا، الذي بات عليه أن يخجل من نفسه بعدما أساء لنبل رسالة أصحاب البذلة السوداء..

ألم يحن الوقت لمثل هؤلاء كي ينسحبوا بهدوء، و يتوقفوا عن المتاجرة بآلام المواطنين، واستعمالهم معبرا لتنفيذ مخططات أسيادهم…

رجاء اتقوا الله في وطنكم، وارحموا ساكنة هذا البد الآمن من سيئات أعمالكم.