
طنجاوي
مرة أخرى يؤكد محامي الحراك (ع.ب)، انه شخصية متناقضة ومتصنعة، لا يفوت الفرص لتسجيل المواقف أمام عدسات الكاميرا وعلى صفحات الجرائد، وتتقن جيدا استغلال الظروف لتحقيق طموحاته الشخصية، حتى لو تطلب الأمر المتاجرة بمآسي المكلومين.
فعند أول اختبار انكشفت طينته الحقيقية، فصديقنا الذي ملأ الدنيا صراخا وعويلا، متصنعا التضامن مع عائلات معتقلي الحسيمة، داعيا إلى مقاطعة شعيرة عيد الأضحى المبارك للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، لم يتردد في الاحتفال رفقة أسرته الصغيرة، وحتى تكتمل سعادته اختار نحر كبش العيد الأقرن الأملح، وفق ما تقتضيه السنة النبوية.
ما أقدم عليه صديقنا المحامي هذا اليوم أسقط عنه ما تبقى من قناع، فأن يتزعم حملة المقاطعة والتضامن مع المعتقلين وأسرهم، وهو متمترس خلف المنصات الفيسبوكية يحلق عبر العالم الافتراضي، وفي نفس الوقت لا يجد حرجا في الاحتفاء بالعيد بين أحضان أسرته الصغيرة، دون أدنى اعتبار لمشاعر من يتاجر بآلامهم مآسيهم، فهذا عين النفاق وقمة الإفلاس الأخلاقي.
فاسعد بعيدك أيها الأستاذ، واعلم أنك بما أقدمت عليه اليوم إنما أعطيت البرهان على أنك مجرد أداة في يد أسيادك، وأن الدموع التي تذرفها على ساكنة الريف إنما هي دموع التماسيح، تستدرج بها ضحاياك للإيقاع بهم في شراك المخطط المكلف بتنفيذه، لكن تأكد أن مشروعك في طريقه للانهيار، وأن أوهام أسيادك ستتساقط مثل أوراق الخريف، وسيطاردك العار أينما حللت وارتحلت.