
طنجاوي – إنصاف المغنوجي
في الوقت الذي يحاول فيه المغرب سد الخصاص الذي يعانيه من نقص مخزون الدم، و لاسيما مع أزمة فيروس “كورونا” المستجد، و ما تستوجبه من تضافر للجهود وحث المواطنين بكل الطرق للتبرع بالدم سواء من الجانب التضامني و كذلك من جانب صحة المتبرعين، يشتكي مواطنون بطنجة من الوضعية الكارثية التي يعرفها مركز تحاقن الدم بالمدينة، أبرز مظاهرها سوء التنظيم، وقلة الموارد البشرية، و ضعف التجهيزات الصحية، ناهيك عن المعاملة السيئة لموظفي المركز، بل حتى حارس الأمن الذي أوكلت إليه مهمة استقبال طلبات المحتاجين و المتبرعين على السواء، اصبح يتدخل في شؤون تدبير هذا المرفق، ويتسلط على المواطنين..
طنجة الكبرى، واجهة افريقيا، وماتعرفه من حراك على المستوى البنيوي و الإقتصادي والتأهيلي تتوفر على مركز وحيد لتحاقن الد، ويوجد في وضعية متهالكة ، تفتقر لابسط المعدات الطبية و المواردالبشرية، الأمرالذي ينعكس على إنتاج مخزون الدم، رغم الحملات الكثيرة المنظمة من طرف بعض الفعاليات بالمدينة و الجمعيات المدنية، إلا أن افتقار هذا المركز للإمكانيات اللازمة تجعل من عملية استقبال عدد كبير للمتطوعين في وقت معين شبه مستحيلة ،ناهيك عن سوء الاستقبال في هذا المركز و الساعات المحدودة للتبرع، والتي لا تناسب أغلب العاملين و الموظفين المتطوعين، ما يجعل اغلب المتبرعين يتراجعون عن رغبتهم في التطوع، فيغادرون المكان قبل الأوان، أو يدفع بآخرين إلى النفور من المكان وعدم العودة إليه مجددا فيعزفون عن التبرع…
هاته الوضعية اثارت غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، فالأستاذ الجناتي ناشط و فاعل مدني قال في تدوينة له على الفايسبوك:
“صدفة التقيت هذا الصباح مع الصديق Hicham Iothmanine بمركز تحاقن الدم استجابة لنداء أطلقه مجموعة من النشطاء الفيسبوكيين حول سداد الخصاص بالمركز .
بعد طول انتظار و بحث عن من ممكن التواصل معه لقيامنا بعملية التبرع ، تواضع أحد “الموظفين” بالمركز ليخبرنا أنه يتعذر علينا اليوم القيام بالعملية و علينا العودة غذا في الساعة السابعة صباحا إن أردنا ذلك للتقيد مع متطوعي اليوم و انتظار دورنا.
شكرنا السيد على معلومته النفيسة و انصرفنا.
للإشارة فقط تكرر معي الأمر تلاث مرات في ظرف عشرة أيام الأخيرة.
دابا يا إما فعلا هاذ المركز ما بغيش الدم و ما محتاجش ليه، يا إما أنا ماشي وجه الأجر ، يا إما هناك تعمد أن تكون العشوائية و عدم تشجيع الناس على القيام بالواجب الانساني..

وعن الخصاص المهول في الدم وقلة التجهيزات كتب المستشار الجماعي بطنجة حسن بلخيضر في تدوينة له :
“إشكال كبير في مركز تحاقن الدم بمدينة طنجة يشتكي من الخصاص في الدم الموجه للعمليات الجراحية وفي نفس الوقت يعجز عن استيعاب العدد الكبير للمتبرعين بسبب قلة الاطر الصحية وكذلك عدم قدرة المركز الحالي مواكبة التطور الديموغرافي للمدينة خلال السنوات الاخيرة .على المسؤولين على الصحة بمدينة طنجة تجهيز مراكز جديدة في مدينة طنجة خصوصا في الاحياء السكنية والتجمعات الكبرى…:.

تدوينة اخرى للفاعل الجمعوي عادل بخات افضيل استنكر فيها واقع المركز قائلا
“طنجة الكبرى بمركز تحاقن الدم صغير و امكانيات محدودة لا تتناسب مع احتياجات الساكنة.
هذا موضوع أصبح خطيرا و تزهق أرواح لا بسبب غياب النتطوعين و لكن بغياب مركز يستقبلهم و بتوقيت لا يناسب العاملين.
وجب علينا أن نتحرك كساكنة و مجتمع مدني للضغط من أجل مركز يليق بحجم المدينة.”

تجدر الإشارة إلى ان المركز سبق وعرف إحتجاجات كثيرة من طرف المواطنين بخصوص سوء تصرفات الإداريين والعاملين بالمركز، مما بات على المسؤولين وكل من يهمه امر هاته المدينة وصحة ساكنتها التحرك بسرعة واتخاذ ما يلزم من قرارات لتصحيح اختلالات هاته المؤسسة الحيوية…