الدبلوماسية الأمريكية تؤكد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء

في تأكيد جديد على الموقف الأمريكي الثابت من قضية الصحراء، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال استقباله لنظيره المغربي ناصر بوريطة بواشنطن، على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل الإطار الوحيد الواقعي والجاد لتسوية هذا النزاع الإقليمي الطويل الأمد.

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أوضحت أن بلادها ترى في المقترح المغربي حلاً “موثوقاً وعملياً”، مشيرة إلى ضرورة إطلاق مفاوضات مباشرة دون تأخير، في إطار هذا التصور الذي يحظى بدعم متزايد على المستوى الدولي.

ويأتي هذا الموقف ليعزز ما سبق وأعلنته إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، التي اعترفت سنة 2020 بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في خطوة لقيت ترحيباً واسعاً من مختلف الفاعلين في المشهد السياسي المغربي.

وفي السياق نفسه، سبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن عبّر، خلال زيارته الأخيرة إلى الرباط، عن دعم بلاده الصريح للمبادرة المغربية، بعد أشهر من التردد في الموقف الرسمي الفرنسي.

هذا وتستمر الأمم المتحدة في تصنيف الصحراء ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، رغم سيطرة المغرب على معظم أراضيها. وفي المقابل، لا تزال جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير، وهي الصيغة التي يعتبرها المغرب متجاوزة ولا تستجيب للواقع الجيوسياسي القائم بالمنطقة.

وكان مجلس الأمن قد دعا، في قراره الصادر أكتوبر الماضي، كافة الأطراف المعنية، بما فيها المغرب، البوليساريو، الجزائر وموريتانيا، إلى استئناف المفاوضات السياسية بروح من الواقعية والتوافق، وهو ما يكرس موقف المغرب الداعي إلى حصر النقاش في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.