
من أمام بناية البرلمان بالعاصمة الرباط تجدد مطلب “إسقاط التطبيع مع إسرائيل”، الذي تردد بقوة غير ما مرة في وقفات تضامنية مع فلسطين وشعبها الأعزل في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على مخيم مدينة جنين ومدن أخرى بالضفة الغربية، كان آخرُها نابلس.

وارتفعت أصوات الحاضرين بشعارات التنديد، ممزوجة بالتضامن، مع دعوة واضحة إلى “إلغاء اتفاقيات الخزي والعار مع العدو الصهيوني” هيمنت كذلك على تعبيرات وكلمات توزعت على إلقائها فعاليات مدنية ونشطاء مغاربة، إسلاميون ويساريون، حضروا، مساء الجمعة، الوقفة التضامنية. كما رُفعت لافتة كبيرة حملت عبارة “وقفة نصر جنين”، في إشارة إلى “صمود وصلابة المقاومة الفلسطينية” بعد أيام قليلة عن إعلان انتهاء العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على مدينة جنين ومخيَّمها بالضفة الغربية.

“من جنين إلى الرباط.. المُطبّع تحت السباط”، “يا صهيون صبرك صبرك في جنين نَحْفر قبْرك”.. كانت من أبرز الشعارات التي صدحت بها حناجر المشاركين، الذين ينتمي أغلبهم إلى “المبادرة المغربية للدعم والنصرة” و”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”.

نداء “الوقفة الشعبية”، حسب توصيف منظميها، تضمّن “إدانة لجرائم الحرب الصهيونية ضد المدنيين من أهلنا في مدينة جنين وكل الأراضي الفلسطينية، وإسناداً للمقاومة الفلسطينية التي تخوض معركة الكرامة والدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى المبارك، وتعبيرا من الشعب المغربي عن نصرته للشعب الفلسطيني في معركة تحرير القدس وفلسطين، واستنكارا لكل أشكال الهرولة والتطبيع مع العدو الصهيوني”.

“اليوم نقِفُ بعد العدوان الأخير على جنين، وهو العدوان الذي أثبت أن الكيان الصهيوني العنصري أصبح يسير نحو الانهيار”، التأكيد هنا كان على لسان عبد القادر العلمي، المنسق الوطني لـ”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، الذي تابع موضحا لهسبريس، “لأن المقاومة أصبحت قوية وصلبة ولا يمكن تجاوزها، ولا بد أن يُحسَب لها ألف حساب”.

وأضاف العلمي بنبرة تأكيد أن “الشعب الفلسطيني هو شعب الجبّارين؛ وفي كل مناسبة يؤكد أنه فعلا كذلك، بتصدِّيه القوي، ولو بصدور عارية، للآلة العسكرية الوحشية الصهيونية”.

من جهته، استنكر أوس رمّال، الرئيس الحالي لـ”حركة التوحيد والإصلاح”، أحداث جنين الأخيرة، وقال إن “الاقتحام الأخير الذي قامت به قوات الاحتلال لمدينة جنين كان بألف جندي، مدجّجين بمختلف أنواع السلاح، ومرفوقين بمئات الدبابات وبعربات عسكرية ثقيلة تهاجم مخيَّماً فيه أناس عُزَّل، وتضرب بالقنابل يُمنة ويسرة بدون مبالاة، وتُقتِّل؛ مما أسفر عن 14 شهيدا ومئات الجرحى، من بينهم حوالي 6 أطفال، فضلا عن مصابين من النساء والأطفال”.

وتابع رمال، على هامش الوقفة، قائلا: “كل هذا حدَثَ أمام كل العالم الذي ينظُر ويتفرّج، بينما العالم العربي والإسلامي صادف عنده ذلك أيام العيد وأيام الحج، مما جعل الناس ينشغلون عن الذي وقع”، واصفا ما حدث بأنه “جريمة حرب وإبادة بكل معاني العنصرية، تستوجب موقفاً واضحا وصريحا من الدول الإسلامية والعربية فيه وحدة وتجمُّع على الوقوف في وجه هذا العدو الكيان المتغطرس، المغتصِب، الهمجي الذي يفعل كل ما يُريد ولا يبالي”.

الوقفة لم تخْلُ أيضا من حضور نسائي لافت، وتلويح بأعلام فلسطين وصور الحرم القُدسي. بينما حملت الشعارات المرفوعة دعوة تتجدد خلال كل وقفات التضامن مع فلسطين، مطالبة بـ”إلغاء اتفاقيات التطبيع التي تجمع المغرب ودول عربية أخرى مع تل أبيب”.