
طنجاوي
مع اقتراب فصل الصيف تبدأ الدرجات المائية في تزويد محركاتها بالوقود من أجل الاستمتاع في المياه المتوسطية، وسط دعوات من أجل وضع شروط صارمة، في وجه مستعملي هذا النوع من الدرجات، لأن وجودها يشكل خطرا كبيرا على المصطافين، وتتسبب في حوادث مأساوية تؤدي إلى إزهاق أرواح الكثير من المصطافين.
ويلاحظ عدد من المصطافين كيف أن أصحاب “الجيت سكي” يستعملون هذه الدرجات على مقربة من المصطافين، إذ تتحول إلى كابوس مزعج بالنسبة إليهم، إذ لا تسمح لهم بالتمتع بالبحر، وتجبرهم على البقاء يقظين خشية تهور أحدهم.
وتتفاقم مشاكل ” جيت سكي” عندما لا يتم التعامل معها بنوع من الحزم من قبل المصالح المعنية، ويفسر العديد من المواطنين تغاضي المصالح الأمنية عن ردع المخالفين ومهددي سلامة المصطافين، لكون أغلب أصحاب هذه الدرجات المائية ينتمون إلى أسر ميسورة تتمتع بنفوذ داخل السلطة.
فعلى امتداد شواطئ طنجة، انطلاقا من الشاطئ البلدي مرورا بالغندوري والمريصات وبلايا بلانكا وسيدي قنقوش، وصولا إلى القصر الصغير،ومرورا بشواطئ إقليم المضيق الفنيدق، والحسيمة والسعدية،تقوم العشرات من مستعملي الدراجات المائية المرعبة “جيت سكي”، بمضايقة المصطافين أثناء السباحة، وتهديد حياتهم، وخاصة منهم الأطفال، والنساء وكبار السن.. والأخطر من كل ذلك ، هو أن العديد من الدراجات المائية التي تستعمل بشكل فوضوي وجنوني في بعض الشواطئ، وخاصة منها، تلك الواقعة ما بين طنجة والقصر الصغير، لا يتوفر مستعملوها على وثائق ملكية الدراجة المائية، والقيادة، والتأمين، وهي وثائق تسلمها الجمارك بالنسبة للدراجات المرقمة بالخارج، ثم مندوبيات الملاحة البحرية، وشركات التأمين البحري، زيادة على رخصة خاصة تسلمها السلطات الإقليمية.
ويطرح المواطنون تساؤلات حول عدم تفعيل قرارات المنع الصادرة عن بعض العمالات بشأن اقتراب الدراجات المائية من المصطافين، رغم وجود علامات التحذير ببعض الشواطئ؟ ثم يتسائلون أيضا حول الدور الذي يقوم بها عناصر الدرك الملكي البحري وحراس الشواطئ إذا لم يكن حماية المصطافين من خلال الحجز على هذه الدراجات التي تخترق المجال البحري الخاص بالمصطافين؟.
هذا، ولا يخفى على الأجهزة الأمنية بطنجة الدور الذي باتت تلعبه الدرجات المائية السريعة في عمليات تهريب المخدرات، إذ تقوم هذه الدراجات بمهمة نقل البضاعة إلى وسط البحر، وتسلمها إلى مراكب الصيد هناك قبل أن تعيد في دقائق معدودات و كأنها كانت في رحلة مسلية.
إذ بالإضافة إلى الخطر الذي تشكله هذه الدرجات والذي يهدد أمن المصطافين، فإنها تقوم أيضا بعمليات تهريب المخدرات، وهو ما يفرض على السلطات الأمنية تشديد عمليات المراقبة لهذا النوع من الدراجات بسواحل المدينة.