
“Que Sera Sera”: رحلة قارب أيسلندي على شواطئ المغرب
في أحضان شواطئ مدينة المرسى العيون، تروي الأمواج حكاية مثيرة عن قارب أيسلندي لامع بالتاريخ والغموض، وهو لا يحمل اسمًا آخر سوى “Que Sera Sera”. يقف هذا الحطام المهيب على الرمال البيضاء، يعكس بوضوح النهاية التي كتبها له مصيره.
في بداية هذه الرحلة، كان “Que Sera Sera” ليس مجرد قارب صيد إيسلندي، بل كانت له قصة فريدة امتزجت بين ملح البحر ورمال الصحراء. طاقمه كان يخوض رحلات صيد استمرت لأكثر من عام، حيث كانوا يجتازون مياه الأطلسي لصيد السردين وتصديره.
لكن “Que Sera Sera” لم يكن عاديًا كغيره من القوارب. في وقت قياسي، تفوق على جميع منافسيه، وهوى بالأسعار حتى أصبح الوحيد الذي باقي في هذا المكان. أضافت شركة بإسم Fleur de Mer جوًا من الحيوية إلى مدينة المرسى العيون، حيث كان العمال يحصلون على أجور غير مسبوقة.
وهكذا استمرت الأمور حتى ذلك اليوم المشؤوم الذي اختفى فيه طاقم القارب، تاركين وراءهم “Que Sera Sera” ملقى على الشاطئ كشاهد على ماضٍ غامض. ما جعل القصة أكثر إثارة هو السر الذي اكتشف، حيث أشير إلى أن الطاقم استخدم السردين لغسل أموال الكوكايين، ولم يشك أحد في هذه العملية.
اسم القارب “Que Sera Sera” يكمل اللغز بشكل مدهش، إذ يعكس عقلية الطاقم التي تقول: “ما سيحدث، سيحدث”. يظهر الاسم الجمال والسخرية والفكاهة والشعرية الغامضة لهذه القصة الفريدة.
في نهاية المطاف، يبقى لدينا إعجاب كبير بطاقم هذا القارب الذي جمع بين عالم الصيد البحري وقصة جريئة من غسل الأموال. “Que Sera Sera”، القارب الذي أحببناه وكان مصدر إعجاب ودهشة، يظل يروي للمارة حكاية لا تنسى عن المغامرات وأسرار المحيطات.