
– كرونولوجيا الصراع ، أسبابه و الغاية منه بدأت بوادر السجال المهني مهني بقطاع الصيد البحري بالمغرب منذ أزيد من ستة سنوات ماضية ، حيث دق مهني الصيد خاصة الربابنة ناقوس الخطر الذي يهدد الكتلة الحية للاسماك بسواحل المملكة ، و هو الأمر الذي هدد استثمارات الاسطولين الساحلي و التقليدي ، في حين نجح مخطط التهيئة 2004 في حماية مصالح أسطول الصيد بأعالي البحار ، و هو الشئ الذي اعتبره مجهزي مراكب الصيد بالجر اجحافا في حق الاسطول المذكور و تهديد حياة آلاف من البحارة و أسرهم بسبب العطالة الاضطرارية ، بالمقابل استفادت مجموعة مهنية محسوبة على الربابنة و المجهزين و التجار من الصراع القائم حول ( التهريب و الاثنين ) الذي بموجبه أعلن مهني القطاع الإضراب الوطني الذي دام أكثر من شهر في معركة سمية حينها ( معركة البانضو ) حيث تحمل مسؤولية الاضراب الشهير عدد من مهنيي القطاع ، الى درجة توقيف أحد الربابنة أزيد من سنتين بسبب التحريض و تزعم الحراك و الافتلات بصعوبة من المتابعة القانونية اثر مخالفة كيدية ، و منذ تلك الفترة و أسطول الصيد بالجر يعاني في صمت و هبوط في المردودية ، الى حين الحرب العالميه و تداعياتها على سوق المحروقات الذي اعتبرته جهات مهنية القشة التي قسمت ظهر البعير بالموازات مع ضعف المخزون السمكي بمختلف سواحل البلاد ، من جهة أخرى موضوع تهريب الاسماك دون مرورها بالقنوات الرسمية و التهرب الضريبي ، أثار حفيظة تجار السمك المهنيين بأسواق البيع الاول بموانئ المملكة و هي النقطة التي كانت سببا في احتجاج التجار عبر مجموعة من الرسائل و البيانات الى حد التبليغ بالمخالفين لدى الجهات المختصة و هو ما اعتبره ممثلي تجارة السمك معركة المحافظة و انقاذ مصالح التجار المنضويين تحت لواء هيئات مهنية محسوبة على تجارة السمك في يتحجج بعض الربابنة أن التهريب سببه ارتفاع تكاليف الرحلات البحرية و الكازوال على وجه الخصوص – نتائج تشديد الرقابة و إيجابيتها على سلسلة الإنتاج و من نتائج هاته التحركات التي من شأنها حماية مصالح الجميع بما فيها صناديق الدولة و المال العام المغربي ، عرف سوق السمك ميناء العيون ارتفاعا في أثمنة مجموعة من أصناف السمك اذ غلبت عملية الطلب على العرض بالمقارنة مع كمية الاسماك مجهولة المصدر التي تراجعت نسيتها بأسواق البيع الثاني كما أن الدور المهم الذي لعبته المصالح المينائية و السدود القضائية عن طريق محاصرة المخالفين و ضبط كميات كبيرة من الاسماك كانت سببا واضحا للسيطرة على الوضع ، الحد من أساليب التصريح الكاذب و الصيد الغير قانوني و الغير منظم و حجز كميات كبيرة من الاسماك قدمت أغلبها للجمعيات الخيرية ، كان أحد أسباب البوليميك المهني الذي يعيشه قطاع الصيد في الآونة الأخيرة بين التجار و السماسرة من جهة و بين التجار و المجهزين من جهة أخرى ، و هو الأمر الذي استحسنه مجهزي مراكب الصيد النزهاء عبر ضمان حقوق البحارة و المنافسة الشريفة كما أن حالات المؤازرة من طرف مختلف مهنيي القطاع أضحت واضحة ، فيما التهديدات بدأت تتصاعد و لغة الوعيد ظهرت بعدما اعتمد أفراد من المجموعة المحسوبة على مهربي الاسماك لغة الفتنة و التفرقة بين شباب المنطقة الذي ينادي بوقف نزيف التهريب و أشقائهم المنحذرين من مدن الشمال و الداخل في محاولة خبيثة لتشتيت وحدة الصف المهني النزيه – إنعكاسات التهريب على المواطن المغربي و الامن الغذائي يستعمل مهربي الاسماك العديد من الطرق الملتوية من أجل التحايل على القوانين المنظمة و ضرب عمق المنافسة الشريفة داخل أسواق البيع الثاني ، التي بدورها تلعب دورا هاما في تصريف الاسماك مجهولة المصدر و توفير الأمن الغذائي للمواطن المغربي عبر عمليات تسويق المنتجات البحرية ، و في نفس الإطار يعتمد بعض المحهزين على تجار السمك الفاسدين لأجل رفع أثمنة الاسماك داخل أسواق البيع الاول و التغطية على الكميات التي تم تهريبها نحو السوق السوداء تحت شرط – باي الرايس الفاسد – الذي بدوره يعتمد على سرقة المستثمر الغائب في انتهاك لحقوق البحار و هو الأمر الذي وجب على الفرقة الوطنية التدخل العاجل و فتح تحقيق موسع فيه ، باعتبارها ممارسة تهدد أعداد كبيرة من التجار و المجهزين و الربابنة ، و ذالك عبر عملية حسابية بسيطة ،اذا توقف اضطراريا نشاط النزهاء عن العمل عبر موانئ المملكة سوف تكون النتائج وخيمة جدا و لن يتوفر المنتوج بالسوق المحلية لا سيما و التعافي الذي تعرفه السوق الدولية و التي يعتمدها مراكب الصيد بأعالي البحار سوق أولي و داعما له باعتبار المنتوجات المصدرة خارج البلد تعفى من الضرائب ، كما أن طريقة عمل الاسطولين مختلفة تماما ، بهذا دعت جهات وازنة و نشيطة بالقطاع الى تدارك الموقف و انقاذ القطاع الذي أصبح يعيش على حافة الانهيار بسبب ما اعتبروه المهنيين استهتار بمصالحهم و عدم التجاوب مع مطالبهم خاصة مسألة التهريب و الكازوال و نزيف السمك المؤدى عنه …. يتبع




