أخبار دولية

من الحزام والطريق إلى الحرير الرقمي .. المغرب معني بمبادرات الصين

الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 19:23

من الحزام والطريق إلى الحرير الرقمي .. المغرب معني بمبادرات الصين

أكد تقرير حديث صادر عن مؤسسة “Observer Research Foundation” أن الاستقرار الذي يتمتع به المغرب وسياساته الاقتصادية الليبرالية جعلا منه وجهة استثمارية متميزة ضمن مبادرتي الحزام والطريق وطريق الحرير الرقمي الصينيتين. وأشار التقرير إلى أن “الشراكة بين الصين والمغرب شهدت نموا كبيرا على مدار العقدين الماضيين، خاصة مع تولي الملك محمد السادس الحكم عام 1999”.

التقرير، الذي حمل عنوان “طريق الحرير الرقمي في المغرب”، أوضح أن المملكة، كشريك تاريخي للصين، تستفيد من التغيرات في النظام الدولي لتعزيز شراكاتها الاقتصادية ومعالجة تحديات البنية التحتية وتطوير التكنولوجيا وسد فجوات الاستثمار. وأبرز أن توقيع خطة تنفيذ مبادرة الحزام والطريق بين الجانبين في عام 2022 كان محطة هامة في هذا التعاون.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “نفوذ الصين في المغرب توسع بشكل كبير منذ ذلك الوقت، لا سيما من خلال مشروع طريق الحرير الرقمي الذي يهدف إلى إدخال بنية تحتية متقدمة لتكنولوجيا المعلومات، تشمل شبكات النطاق العريض والمدن الذكية ومراكز التجارة الإلكترونية، بإشراف شركات تكنولوجية صينية رائدة”.

وأضاف التقرير أن الصين تستثمر في المغرب لتعزيز الروابط التجارية وتوسيع نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح أن الصين كانت ثالث أكبر مصدر للمغرب في العام الماضي بإجمالي صادرات بلغت 6.67 مليار دولار، فيما أبدت الشركات الصينية اهتماما متزايدا بالاستثمار في مجالات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا، مع خطط لحوالي 200 مشروع استثماري.

كما أبرز التقرير أن المغرب يُعد وجهة جاذبة للاستثمارات بفضل اقتصاده المتنامي ونظامه السياسي المستقر وسياساته الاستثمارية المتطورة، فضلا عن ارتباطه باتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأفريقيا، مما يمنح الشركات الأجنبية مزايا كبيرة.

وتحدث التقرير عن استثمارات صينية بارزة بين عامي 2013 و2023، بلغت قيمتها حوالي 9.4 مليارات دولار في قطاعات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا، وشملت إنشاء مصانع لإنتاج البطاريات الكهربائية وأقطاب الفوسفات وغيرها. وذكر أن هذه الاستثمارات تتركز بشكل كبير في مدينة محمد السادس التقنية بطنجة، التي يُموَّل إنشاؤها جزئيا من بنك التصدير والاستيراد الصيني.

في سياق آخر، أشار التقرير إلى أن الاستثمارات الصينية في المغرب تأتي بالتزامن مع تراجع العلاقات الثنائية بين أوروبا والمغرب العربي، مما أتاح للصين مساحة لتعزيز نفوذها عبر قروض واستثمارات غير مشروطة. وأورد أن الاتحاد الأوروبي وإيطاليا يعملان على مواجهة النفوذ الصيني من خلال مبادرات مثل “البوابة العالمية” و”خطة ماتيي”، التي تركز على تطوير قطاعات متعددة في المغرب.

وختم التقرير بالقول إن نجاح المغرب في تحقيق التوازن بين هذه المبادرات المتنافسة سيكون حاسما في مسار تنميته المستقبلية، مع التركيز على جودة المشاريع الصينية واستدامة التمويل ومراعاة المصالح الاقتصادية والجيوسياسية.