
شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة مرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، يوم الخميس الماضي، أحداث عنف وصفت بالخطيرة، حيث اندلعت مواجهات بين فصيلين طلابيين يساريين. هذه المواجهات خلفت إصابات جسدية وأضرارًا مادية شملت تخريب عدد من السيارات في محيط الجامعة، في حين أفادت مصادر عن تنفيذ توقيفات في صفوف المشتبه بتورطهم في هذه الأحداث.
وفي تفسير لهذه الظاهرة، وصف السوسيولوجي أحمد شراك العنف داخل الفضاء الجامعي بأنه “غير مبرر”، مشيرًا إلى أن الصراع وقع بين فصيلين يساريين يتقاسمان رؤى متقاربة في تصورهما للعالم والإيديولوجيا.
وأوضح شراك أن هذا العنف كان من الممكن تفهمه لو كان ناتجًا عن خلافات إيديولوجية أو سياسية واضحة، إلا أن ما حدث يرتبط، حسب رأيه، بأسباب ذاتية.
وأضاف أن “فشل الفكر في التحاور والتسامح، وعدم القدرة على الإقناع بالحوار الهادئ، قاد إلى ممارسات عنف غير ذات معنى”، معتبرًا أن هذه الحالة تعكس نوعًا من الجمود الفكري والتعصب بين الفصيلين.
كما أشار إلى أن كل فصيل يعتقد أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة بشأن القضايا الطلابية، مثل نظم التقييم والامتحانات، مما أدى إلى تصاعد الخلافات وصولًا إلى العنف.
واختتم شراك تفسيره قائلاً إن هذا النوع من العنف يظل “حالة معزولة لا تعبر عن السياق المجتمعي العام”، واصفًا إياه بأنه “عنف بلا عنوان سوى البلطجة”.