
يصادف رأس السنة الأمازيغية يوم 13 يناير من كل عام، رغم أن المغرب يخصص عطلته الإدارية الرسمية في 14 يناير. ويعتبر هذا اليوم مناسبة ذات قيمة ثقافية وتاريخية كبيرة، تُحتفل بها بشكل تقليدي في مختلف مناطق المملكة. تعكس هذه المناسبة ارتباط المغاربة بموروثهم الثقافي والزراعي، وتُبرز رمزية الهوية الأمازيغية العريقة.
مظاهر الاحتفال
تتنوع طقوس الاحتفال برأس السنة الأمازيغية باختلاف المناطق، لكنها تجمع بين الولائم العائلية، إعداد الأطعمة التقليدية، وإحياء مظاهر الفرح والتآزر الاجتماعي. وتُعد هذه المناسبة فرصة لتأكيد ارتباط المغاربة بتاريخهم المشترك وتعزيز التلاحم بين مختلف مكونات المجتمع.
أبعاد ثقافية ووطنية
أصبح الاحتفال بالسنة الأمازيغية يشمل جميع فئات المجتمع المغربي بعد الاعتراف الرسمي بها كعيد وطني سنة 2023. ويعتبر هذا الاعتراف خطوة تعكس التقدير للموروث الثقافي، ما زاد من أهمية الاحتفال من خلال مشاركة الجمعيات والمؤسسات التعليمية والجماعات المحلية في تنظيم فعاليات متنوعة.
الاحتفالات في تزنيت وتافراوت
في منطقة تزنيت، يبرز طابع شعبي مميز للاحتفال من خلال إعداد أطباق تقليدية مثل “أوركيمن” المصنوعة من الحبوب والقطاني، و”إدرنان” التي تُجهز بطرق محلية خاصة. كما يشهد الإقليم تظاهرات احتفالية مثل “تفلوين”، التي تجمع بين عروض أحواش، ورقصات شعبية، وتحضير وجبات تقليدية، بمشاركة واسعة من السكان المحليين.
أما في تافراوت، فتتميز الاحتفالات بموسم “أدرنان”، الذي يُعد أحد أقدم الطقوس المحلية، حيث انطلق في عام 1880م. ويستمر الاحتفال لعدة أشهر، يتخلله إعداد وجبات تقليدية ومشاركة في طقوس اجتماعية وثقافية متوارثة.
رمزية الطقوس
يرتبط الاحتفال بموسم أدرنان بتقاليد عريقة، مثل إعداد وجبة “أوركيمن” وتقديم جزء منها كهدية رمزية تعكس الاعتقاد بوجود الجن وحفظ التقاليد الزراعية. كما يتميز الموسم بتنافس فرق أحواش، التي تضفي أجواء من البهجة والتفاعل الثقافي بين القبائل.
تراث متجدد
يمثل رأس السنة الأمازيغية ومواسم الاحتفال المرتبطة بها فرصة لتعزيز التراث الثقافي الأمازيغي وتسليط الضوء على التقاليد التي تُبرز قيم التضامن، التعايش، والاعتزاز بالهوية المشتركة للمغاربة.