
رفض أولياء التلاميذ فكرة تمديد العطلة المدرسية كإجراء لمواجهة انتشار داء بوحمرون في المؤسسات التعليمية، معتبرين أن الحل الأمثل هو استبعاد التلاميذ المصابين إلى حين تعافيهم.
في هذا السياق، أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية دورية مشتركة تحث المؤسسات التعليمية، بما فيها الداخليات، على “فرض الاستبعاد المؤقت للتلاميذ المصابين بأمراض معدية بناءً على تقارير طبية”، ودعت إلى التواصل مع أولياء الأمور لتطبيق هذا الإجراء.
نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، شدد على رفض فكرة تمديد العطلة المدرسية، موضحًا أن الإصابات تبقى محدودة ولا تستدعي التعميم. وأكد أن “التلاميذ المصابين يجب أن يبقوا في منازلهم حتى يتماثلوا للشفاء”، مشيرًا إلى ضرورة تحمل الوزارة مسؤولية تعويض الدروس التي فاتت هؤلاء التلاميذ.
من جانبه، أوضح مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن تمديد العطلة المدرسية لن يكون حلاً فعالاً، بل قد يضر بجميع التلاميذ من خلال تعطيل الدراسة. وأكد أن “استبعاد المصابين والبقاء على اليقظة وتوعية أولياء الأمور يمكن أن يحد من انتشار المرض في المدارس”.
وفيما يتعلق بانتشار داء بوحمرون، وصف محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، الوضعية الحالية بأنها “غير عادية”، إذ شهدت تسجيل 25 ألف حالة منذ شتنبر 2023 مقارنة بثلاث إلى أربع حالات سنويًا في السابق.
كما أشار أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، إلى أن العدد الإجمالي للحالات المسجلة منذ أكتوبر 2023 بلغ 19,515 حالة، بمعدل 52.2 حالة لكل 100 ألف نسمة، مع تسجيل 107 وفيات، نصفها في صفوف أطفال دون سن 12 عامًا.
هذا الوضع يستدعي يقظة كبيرة وتعاونا بين الوزارات والمؤسسات التعليمية والأسر لضمان الحد من انتشار المرض، مع الحفاظ على استمرارية التعليم وضمان تكافؤ الفرص.