
أعلنت مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية عن إطلاق استثمارات مباشرة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، بقيمة تصل إلى 150 مليون يورو، تشمل تمويل مشاريع تنموية كبرى في قطاعات مختلفة. جاء هذا الإعلان خلال زيارة المدير العام التنفيذي للمجموعة إلى مدينة العيون، حيث التقى بعدد من المسؤولين المحليين وزار منشآت حيوية مثل الميناء والمعهد الإفريقي للأبحاث في الفلاحة المستدامة.
وأفاد المدير العام بأن هذه المبادرة تشمل شراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط لتمويل مشاريع إزالة الكربون في سلسلة الفوسفاط، مع توسيع هذه المشاريع لتشمل مناطق الجنوب، في خطوة تعكس دعماً قوياً لمسار التنمية المستدامة بالمملكة.
هذه الخطوة نُظر إليها من طرف محللين سياسيين واقتصاديين كمؤشر واضح على الثقة المتزايدة في النموذج المغربي للتنمية، خصوصًا في أقاليمه الجنوبية. وتدل هذه الاستثمارات على اعتراف فعلي بأهمية هذه المناطق وواقعيتها كجزء من الوحدة الترابية للمملكة، خاصة في ظل التوسع المستمر في العلاقات الدولية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي.
الخبير في الدراسات الإستراتيجية، لحسن حداد، اعتبر أن الإعلان عن هذه الاستثمارات يمثل رسالة واضحة حول ثقة الشركاء الدوليين، ومنهم فرنسا، في المشروع التنموي المغربي، الذي يزاوج بين النمو الاقتصادي، والحرية، والمشاركة الديمقراطية، والتكامل الإقليمي.
وأشار إلى أن هذه الدينامية تتناقض بشكل صارخ مع الأوضاع في مخيمات تندوف، حيث يعيش السكان في ظروف قاسية تحت سيطرة جماعات انفصالية، مقابل أفق واعد يوفره النموذج المغربي من حيث التنمية والازدهار والكرامة.
أما أستاذ العلاقات الدولية محمد عطيف، فرأى أن دخول مؤسسة مالية فرنسية عمومية إلى الاستثمار في الصحراء المغربية يحمل دلالات استراتيجية، ويمثل تحولًا نوعيًا في الموقف الفرنسي، خصوصًا بعد فترة من التردد، ما يعكس إرادة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية في ظل التحولات الجيوسياسية.
وأضاف أن المشاريع المعلن عنها لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل مجالات استراتيجية مثل الانتقال الطاقي والاقتصاد الأخضر، مما يجعل من الأقاليم الجنوبية قاعدة انطلاق نحو شراكات جنوب–جنوب وتكامل اقتصادي إقليمي.
واختُتمت الزيارة بلقاءات جمعت الوفد الفرنسي بعدد من المسؤولين المحليين، حيث عبر المدير العام عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً أهمية الإصغاء لتطلعات السكان والشباب لتوجيه التمويلات نحو مشاريع تُحدث أثراً ملموساً في حياة المواطنين.