
في خطوة نضالية وازنة، تجسدت معاني الالتفاف الوطني و الوحدة المهنية، حيث التحمت الإذاعات الجهوية و محطات البث من مختلف ربوع المملكة مع الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للشغل ODT، النقابة الأكثر تمثيلية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
كل المحطات، كل المقرات، كل العاملين، على اختلاف المهام والمواقع، وحّدوا صوتهم تحت شعار: “الكرامة أولاً”.
من وجدة إلى العيون، من الرباط إلى عين الشق، ارتفعت الشارة الحمراء كتعبير جماعي عن رفض سياسة الصمت الإداري، و رفض الإقصاء، والتلاعب بمصير المهنيين داخل مؤسسة عمومية وطنية.
رسالة إلى من يهمه الأمر:
إن هذا التحام غير مسبوق يُعدّ أقوى رد عملي على محاولات التشويش و تفتيت الصف المهني. اليوم، الكلمة واحدة، و الموقف واحد، و الملف المطلبي واحد. واليوم أيضًا، كل المواقع تنطق بصوت النقابة التي لم تُبعث من فراغ، بل وُلدت من معاناة الميدان وثقة المهنيين: ODT.
في وجه الصمت، كانت الوقفة.
في وجه التجاهل، جاءت الشارة الحمراء جهويا.
و في حال الاستمرار على نفس النهج، فإن الورقة الأخيرة ستُرفع، وهي:
– الدعوة إلى أول إضراب وطني في تاريخ الإعلام العمومي المغربي.
لا مجال بعد اليوم للتماطل
المطالب واضحة و مشروعة، و المخاطب واحد، و المعركة المهنية تجاوزت حدود المكاتب إلى ساحات الوقفات.
– العاملون يُطالبون بكرامة تليق بموقعهم؛
– بتنفيذ القرارات المصادق عليها؛
– بالحوار الجاد و المسؤول كما جاء في مذكرة رئاسة الحكومة بتاريخ 9 ماي 2025؛
و بالعدالة المهنية بين كافة العاملين داخل المنظومة الإعلامية العمومية.
صوت الجهات بلغ المركز… و موعد التصعيد لن يكون بعيداً
المنظمة الديمقراطية للشغل، وهي التي اختارها المهنيون بأصواتهم و مواقفهم، تؤكد أن باب التصعيد مفتوح، وأن خيار الإضراب الشامل بات ورقة مشروعة و مطروحة بقوة في وجه إدارة اختارت التغاضي بدل الإنصات، و التأجيل بدل الالتزام.
اليوم وقفة… و غداً خطوة… و إن استمر الصمت، فالإضراب عنوان المرحلة.