الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال احتضنت جمهورية الصين الشعبية، مؤخرًا، اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى خصص لتتبع تنفيذ توصيات منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC)، وذلك بتنظيم مشترك بين وزارة التجارة الصينية وحكومة مقاطعة هونان، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين وممثلي الدول الإفريقية الشريكة.
وقد لوحظ غياب أي تمثيل لجبهة البوليساريو عن هذا اللقاء، وهو ما اعتُبر مؤشرًا واضحًا على موقف الصين الثابت من الكيانات غير المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وترسيخًا لنهجها القائم على التعامل الحصري مع الدول ذات السيادة المعترف بها دوليًا.
هذا الغياب يعكس أيضًا التزام بكين بمبدإ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وهو مبدأ يشكل أحد أسس سياستها الخارجية، لاسيما في علاقاتها مع الدول الإفريقية. وفي هذا الإطار، تندرج الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بالمملكة المغربية، والتي تشمل أبعادًا متعددة سياسية واقتصادية وتنموية.
ويأتي استبعاد البوليساريو من هذا الاجتماع انسجامًا مع الموقف المتوازن الذي تعبر عنه الصين بشأن نزاع الصحراء، حيث تؤكد دعمها المتواصل للمسار الأممي، وتحث على التوصل إلى حل سياسي واقعي وتوافقي لهذا النزاع الإقليمي، بما يحفظ الاستقرار ويعزز التنمية في المنطقة.
كما يُنظر إلى هذا الموقف على أنه انتكاسة دبلوماسية جديدة لمحاولات الجزائر الدفع بمشاركة الجبهة في المحافل الإقليمية والدولية، في وقت باتت فيه غالبية الدول الإفريقية تبتعد عن دعم أطروحتها، وتعبّر بشكل متزايد عن تأييدها للمقترح المغربي للحكم الذاتي كحل عملي للنزاع. وقد تجسد هذا التوجه من خلال افتتاح عدد من القنصليات والتمثيليات الدبلوماسية الإفريقية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ويؤكد هذا التطور أن التوجه العام داخل القارة الإفريقية بات يميل إلى ترسيخ مواقف داعمة لوحدة المغرب الترابية، في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع شركاء القارة، وفي مقدمتهم الصين.