
في مداخلة وُصفت بالرصينة والدينامية أمام اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة بنيويورك، سلطت السيدة غلا بهية، المنتخبة عن جهة الداخلة – وادي الذهب، الضوء على الدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، باعتبارها الإطار الوحيد الواقعي والجاد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكدت المتحدثة أن ما يفوق 118 دولة عبر العالم تدعم هذه المبادرة المغربية لما تحمله من مصداقية ونجاعة، مشيرة إلى أن الأقاليم الجنوبية تعيش بالفعل تحت نمط حكم ذاتي فعلي، من خلال مؤسسات منتخبة تشريعية وتنفيذية وقضائية، تُدار في إطار احترام تام للسيادة الوطنية ووحدة التراب المغربي.
وفي هذا السياق، أبرزت غلا بهية أن الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء تُجسده قرارات أكثر من 30 دولة بافتتاح قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، ما يعكس دينامية دبلوماسية حاسمة تؤكد أن حل هذا النزاع يسير نحو الحسم النهائي، في ظل دعم دولي متزايد لمقترح الحكم الذاتي.
كما استعرضت المتدخلة الإنجازات التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، مبرزة أن جهة الداخلة – وادي الذهب تحولت إلى قطب اقتصادي صاعد بفضل المشاريع المهيكلة والاستثمارات الاستراتيجية التي يتم تنزيلها في إطار الرؤية الملكية المتبصرة.
وفي هذا الصدد، أشارت إلى الطفرة التي تعرفها الجهة في مجالات حيوية كالبنيات التحتية، والموانئ، والتحول الرقمي، إضافة إلى تطور قطاع الطاقات المتجددة، وتوسع الاستثمار في الصيد البحري، والفلاحة المستدامة القائمة على تحلية مياه البحر، وتربية الأحياء المائية.
كما لم تغفل تسليط الضوء على الجاذبية السياحية المتزايدة لمدينة الداخلة، والتي أصبحت تُعرف عالمياً كوجهة للسياحة الإيكولوجية ومركز استقطاب للاستثمارات العقارية والخدماتية، مشددة على أن المدينة لم تعد فقط نقطة عبور، بل تحولت إلى مركز إشعاع اقتصادي وإقليمي على مستوى القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية.
واختتمت غلا بهية مداخلتها بالتأكيد على أن ما تشهده الأقاليم الجنوبية من تحولات هيكلية يُجسد الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، ويؤكد أن الصحراء المغربية تسير بثبات نحو مزيد من الاندماج التنموي والدبلوماسي في محيطها القاري والدولي.