أعمدة الرأي

الخطاب الملكي للذكرى 62 لعيد العرش المجيد: قراءة سمياءية للمضمون الدكتور سعيد بوشاكوك فاعل مهتم بالشأن العام

الأربعاء 30 يوليو 2025 - 21:45

الخطاب الملكي للذكرى 62 لعيد العرش المجيد: قراءة سمياءية للمضمون  الدكتور سعيد بوشاكوك فاعل مهتم بالشأن العام

يعتبر الخطاب الملكي إحدى المرجعيات المؤسسة والموجهة والمبادرة وخاصة خطب ذكرى عيد العرش المجيد لتقييم الحصيلة من حيث الإنجازات والتحديات وفتح آفاق المستقبل بنفس الثقة والالتزام والفعالية.
ومن خلال قراءتي الأولية لخطاب ذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد من زاوية سيمياءية أي تحليل المضمون بالتركيز على عمق دلالات المعجم والمصطلح المكون لبناء وهندسة الخطاب السامي ،نستنج مايلي:
أولا افتتاح الخطاب بالتذكير بروح وعمق دلالة المناسبة فعيد العرش هو تجديد التعاقد المتين بين الملك والشعب في إطار الشرعية الدينية (البيعة )والشرعية القانونية (الدستور)،هذا التعاقد المستمر والمتجدد قوامه الوفاء والالتزام والعهد وميثاق العروة الوثقى خدمة لمصلحة المواطن والوطن.
ثانيا ممارسة جلالة الملك نصره لصلاحياته سواء بصفته أميرًا للمؤمنين أو رئيس الدولة بدعوة جميع المؤسسات والفاعلين إلى العمل من أجل الإبداع والابتكار لمعالجة كل الإشكاليات العميقة المرتبطة بضمان العيش الكريم للمواطن والتي تتمثل في دعوة جلالته نصره الله إلى الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية إلى المقاربات التدبيرية المندمجة أي تسريع وتيرة المسار التنموي بضمان سياسة عمومية ترابية تقوم على مرتكز العدالة المجالية والتقاءية البرامج حتى يكون لها الآثار الإيجابية على الساكنة أي قوام الدولة الاجتماعية وخاصة في مجال التشغيل والصحة والتعليم والسكن وفك العزلة عن العالم القروي والمناطق الجبلية حتى نتجاوز ثنائية المنجز
ثالثًا إن جلالة الملك وبنفس الثقة والتفاؤل يدعو جميع المؤسسات والفاعلين إلى التعبئة والانخراط بروح الأمانة والمسؤولية لمواجهة التحديات بوعي جماعي أساسه الاستقامة والنزاهة والانصات والعمل بتفاني خدمة لمصالح المواطن ورهانات الوطن في عالم متغير
رابعا دعوة جلالة الملك حفظه الله إلى احترام الاجل الزمن لإجراء الاستحقاقات الانتخابية من خلال فتح المشاورات مع الأحزاب السياسية تحصينا للمسار الديمقراطي كإحدى الخيارات الأساسية للنظام السياسي المغربي
خامسًا التزام المغرب بحكمة ملكية متبصرة باحترام حسن الجوار وإيمانه القوي بالمصير المشترك بين الشعبين المغربي والجزائري أي استمرارية وتتبيث سياسة اليد الممدودة وروح السلم والامن الإقليمي والدولي
سادسا إن المغرب في عهد جلالة الملك نصره الله شكل منصة وطنية وقارية ودولية للانفتاح والاستثمار نظرا لالتزامه مع شركاءه المتعددين والمتنوعين في إطار الربح المتبادل وجسور البناء الإنساني
سابعا إن الإشادة بخيار الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لإنهاء النزاع المفتعل للصحراء المغربية هو تتويج لعمل ديبلوماسي رصين وحكيم من ثماره الأخيرة موقف المملكة المتحدة ودولة البرتغال وبالتالي فإن خيار الحكم الذاتي يجمع بين المبادرة المغربية الوطنية والدعم الدولي المتزايد
وخلاصة القول فإن لغة هذا الخطاب التاريخي تميز بلغة الحكمة والوضوح والصدق جوهرها بناء جسور البناء والتواصل داخليا وخارجيًا لا بناء جدران للقطيعة تجنبًا لضياع الفرص التاريخية في زمن الأزمات والتحديات الكبرى خدمة للإنسانية جمعاء