
مدير النشر : محمد حبادي
وقع خلاف بين شاب صحراوي وقائد جماعة الوطية، بعد أن أقدم الشاب على نصب خيمة على الشاطئ، ما أدى إلى توقيفه بناءً على قانون محلي يمنع التخييم في بعض المناطق الساحلية. ورغم أن الإجراء قانوني من الناحية الشكلية، إلا أن مضمونه أثار موجة من التساؤلات والرفض، خاصة في صفوف أبناء المجتمع الصحراوي.
فالخيمة، بالنسبة لنا نحن الصحراويين، ليست مجرد وسيلة للتخييم أو بناء مؤقت يُقام على الرمال. إنها رمز أصيل من رموز هويتنا، وجزء لا يتجزأ من ثقافتنا التي ورثناها عن أجدادنا. الخيمة هي البيت الأول الذي احتضن طفولتنا، والمكان الذي جمع العائلة، وغرس فينا قيم البداوة، والكرم، والضيافة، والارتباط بالأرض.
نحن أبناء الصحراء، والخيمة ليست خيارًا رفاهيًا في حياتنا، بل هي نمط عيش وهوية متجذرة، لا يمكن فصلها عن الذاكرة الجماعية للمجتمع الصحراوي. هي ليست مصدر تهديد أو فوضى، بل كانت دائمًا عنوانًا للأصالة، والاستقرار، والسلام.
صحيح أن القوانين وُضعت لتنظيم الفضاءات العامة، لكن تطبيقها يجب أن يُراعي الخصوصيات الثقافية والرموز المجتمعية التي تُشكّل عمق الانتماء. فليس من الحكمة أن يُواجه من ينصب خيمته بروح الانتماء، بالعقاب، بل الأجدر أن يُحاط هذا السلوك بالتفهم والاحترام.
إن ما جرى مع الشاب ميصارة الزين لا يُمكن اختزاله في خرق قانوني، بل هو مساس برمز ثقافي، وامتداد لضيق في فهم عمق الهوية الصحراوية. لذلك، نؤكد أن الخيمة ليست مخالفة…
الخيمة حياة، وكرامة، وهوية.