
في خطوة غير مسبوقة شهدت المحكمة الابتدائية بطانطان، اليوم، حضور سبعة محامين متطوعين للدفاع عن الشاب الصحراوي ميصارة الزين، المعتقل على خلفية خلاف مع السلطات المحلية بسبب نصب خيمة على الشاطئ.
وضمت هيئة الدفاع محاميًا من مدينة السمارة إلى جانب ستة محامين من مدينة طانطان، في مشهد يعكس تضامنًا مهنيًا وإنسانيًا لافتًا، ووعيًا جماعيًا بقضية رأى فيها الكثيرون بعدًا يتجاوز الفرد إلى ما هو رمزي وثقافي في المنطقة.
وأكد المحامون أن مبادرتهم تأتي من منطلق إيمانهم العميق بسيادة القانون، وبدور المحاماة كحصن للدفاع عن الحقوق والحريات، خاصة في الملفات التي تمس الرموز الثقافية والهوية الجماعية، مشددين على أن الخيمة الصحراوية ليست مجرد وسيلة للتخييم، بل تمثل موروثًا حضاريًا يعبر عن نمط عيش متجذر في الوجدان الصحراوي.
واعتبر عدد من المتابعين أن هذه التعبئة غير المسبوقة من قبل هيئة الدفاع تعكس حجم التضامن المجتمعي، وتعطي إشارة قوية إلى أهمية صيانة الكرامة الثقافية في إطار احترام القانون وروحه.
وقد أصدرت المحكمة في ختام الجلسة حكمًا يقضي بشهر واحد نافذ موقوف التنفيذ في حق الشاب ميصارة الزين، مع الإفراج الفوري عنه، ما اعتُبر حلاً وسطًا بين مقتضيات القانون والتفهم الضمني للبعد الثقافي والاجتماعي للقضية.